وبعد كم يوم نزل عندهم شايب لما سمع أنهم يعطون المسترفد معه ولدين وبنت وأمهم فقال هذا أنا تراي فقير لا تلومونني معى أولاد ولي حلال حلالي اذبحه الجرب والدهر ولا بقى معي شيء.
فقال له فواز إذا صار بعد الغروب ايت تعش معي ويبي يسهل الله أمرك.
فلما صار بعد الغروب حضر هذا الشايب قال فواز من أي قبيلة أنت، قال أنا من شمر وكانت شيمة تسمع كلامه وهي وراء رفة البيت أومت لزوجها فواز فقال له: قل لهذا الشايب يقص عليك أول حياته.
ولما تعشى قال فواز يا عمي قص علي أول حياتك فقال أنا أول يحياتي غني وعندي حلال وعندي زوجة، ولما قال عندي زوجة بكى وقال فواز: وراك بكيت؟ قال الشايب: أبكاني السفاه أنا لما تزوجت أول زواجي على حرمة طيبة وجميلة وصاحبة دين وكانت حامل وفي آخر حملها. ولعب علي الشيطان وضربتها على غير خطية.
وفي وسط الليل وفي ليلة باردة وعلينا مطر وريح باردة وثريها طنيت وأنا أحسبها في شنق البيت حيث ما عندنا جيران ولا حولنا عرب.
ولما صار الصبح قلت في نفسي مالها مراويح في أحد هذه الشجر وترجع لبيتها وأنا سرحت مع الرعاة على أنها ترجع لكن لم ترجع ودورت عليها خمسة أيام ولم أجد لها خبر.
وبعد خمسة أشهر وأنا سارح مع الإبل وإذا أنا أرى جثتها في نفود عالي