طعامًا ربما لا نحتاجه؟ فوافقته على ذلك، لم تطبخ لهم طعاما في ذلك اليوم.
ولكنهم لم يصلهم طعام من أي بيت فصاموا في السحر طاوين، وقال لها: هذا عقاب من الله عندما كنت توكلين على الله كان الطعام يجينا ويوم توكلنا على الناس ما جانا شيء وصمنا جائعين.
ولعبد الكريم الدرويش أبناء أكبرهم عبد الرحمن وتوفي ثم عبد الله اشتهر بأنه الذي ذبح ناقة الإمام عبد الرحمن الفيصل والد الملك عبد العزيز آل سعود، وحدثني بكيفية ذلك ابنه وهو حفيد الشيخ عبد الكريم الدرويش، وقد التقيته في الرياض قال:
كان الإخوان من طلبة العلم يعانون من نقص في الغذاء من ذلك أنهم إذا وجدوا العيش لم يجدوا الإدام.
وذلك في حدود العشر الخامسة من القرن الرابع عشر فذهب أبي وأخذ معه اثنين من أعوانه إلى ذلول وهي الناقة الطيبة المذللة للركوب وهي للإمام عبد الرحمن الفيصل والد الملك عبد العزيز وكانت باركة في مكان غير بعيد من بيته خارج الرياض فذبحها وأخذ يسلخ جلدها!
وفي هذه الأثناء رآه عبد للإمام عبد الرحمن فاسرع إلى سيده، قائلًا: يا عم، هذولا ناس يذبحون ناقتك، فلم يكد الإمام عبد الرحمن يصدق ذلك، إذْ لا يجرؤ أحد على ذبح ناقة لغيره فكيف إذا كانت ناقة والد الملك.
فلما رآها غضب، وقال بحدة لوالدي: وش بلاك على الناقة؟ فقال الدرويش: يا الإمام الإخوان محقِّين أي ليس عندهم دسم، ولهم مدة ما ذاقوا اللحم، قلت أذبح لهم الناقة ينتفعون بلحمها وأنتم تنتفعون بالأجر ولا يعجزكم أنكم تشرون غيرها.
وكان الإمام عبد الرحمن حليمًا، فخف غضبه، وقال: صدقت، الله يجعلها صدقة عليهم، ولم يعاقبه.