وقال لي بعض الإخوة: ربما كان إقدام عبد الله بن الدرويش على ذبح الناقة لكونها من بيت مال المسلمين حسب اعتقاده.
مات عبد الله بن الشيخ عبد الكريم الدرويش عام ١٣٨٢ هـ عن نحو ثمانين سنة في الدمام.
وقد ترجم الشيخ صالح العمري للشيخ عبد الكريم الدرويش، فقال:
العالم العابد الورع الزاهد الشيخ عبد الكريم الخراساني: الشهير بالدرويش، يقال بأنه من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه (١)، وأن أهله من ملوك خراسان، فر هاربًا بدينه مهاجرًا إلى ربه في هذه البلاد، تاركًا أهله وماله، وقد استوطن بريدة، ولازم العلماء ورجال الدين، ثم استوطن الزلفي والأرطاوية، عندما كانت غاصة برجال الدين والعلماء، وكان يجهر بكلمة الحق في كل مكان، وعند العلماء والملوك والأمراء لا تأخذه في الله لومة لائم، مع أنه غريب مهاجر، ولكنهم جميعًا كانوا يعرفون صدقه فلا يغضبهم قوله، وله كرامات عظيمة، حدثني الشيخ فهد العبد العزيز بن سعيد عن الشيخ محمد الناصر الوهيبي قال: سرنا لزيارة الشيخ عبد الله بن دخيّل والأخوان في المذنب ولم يكن معنا زاد فأدركنا الجوع والعطش، فاستقبل الشيخ عبد الكريم القبلة وقال لمن معه: إني داع فأمنوا ثم قال: (اللهم يا ذا الجود والكرم أرزقنا لبن بلا من ولا ثمن) ثم سرنا قليلًا فانحدرنا إلى مكان منخفض عنا، فإذا برعية من الإبل ومعها امرأة ترعاها فقالت المرأة للشيخ ورفقته: هل تريدون اللبن وألَّا نسكبه في الأرض؟ قالوا نريده، فأخذه وهو سقاء كبير ملآن باللبن الطيب فشربوا حتى اكتفوا.