القصور الملكية، وقد قرأ في قصر الأميرة هيابنت عبد العزيز - غفر الله لها زمنًا طويلًا، واستمر في ذلك حتى تخرجه من الكلية سنة ١٣٧٧ هـ.
بعد أن تخرج من كلية الشريعة عينه الشيخ محمد بن إبراهيم قاضيًا على بلدة الحريق، فاتجه إلى تلك البلدة الواقعة جنوب الرياض وعمل في محكمتها بتاريخ ١/ ١٢/ ١٣٧٧ هـ، وهو الذي أسس المحكمة تأسيسًا رسميًا من الناحية الإدارية، وقد كان يصحبه ويساعده في تلك الرحلة أخوه الشيخ محمد بن فائز - حفظه الله.
وبعد تجربة الحريق التي أمضى فيها قرابة السنتين أثر الشيخ علي أن يبتعد عن القضاء، فطلب من شيخه الشيخ محمد بن إبراهيم أن يعفيه من القضاء ويحوله إلى التدريس، فحقق الشيخ محمد رغبته ووجهه إلى معهد الأحساء، فغادر إلى هناك، وعمل مدرسا بالمعهد العلمي بتاريخ ١٥/ ٥/ ١٣٧٩ هـ.
وبعد أن استقر به المقام مدرسًا في الأحساء طلبه الشيخ محمد بن إبراهيم مرة أخرى ليكون قاضيا في بلدة عرجا الواقعة شمال غرب مدينة الدوادمي.
تلبث الشيخ في قبول العمل بالقضاء من جديد، وحاول أن يقنع الشيخ محمد بن إبراهيم بالعدول عن ذلك، وذكر له عددًا من المبررات المقنعة، منها أنّه أعمى، وليس له مساعد، والبلد بعيد، ولم يقبل الشيخ محمد عذره، فما كان من الشيخ علي إلى أن اعتذر عن العمل، مؤثرًا البقاء بدون عمل على القضاء في عرجا، ومكث بلا عمل مدة عشرة أشهر.
كان الشيخ عليّ خلال هذه المدة يطلب العلم ويحضر مجالس العلماء، وخاصة مجلس شيخه محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله، وقد ساعده في ذلك أن بيته الذي في حي (دخنة) في الرياض لا يفصل بينه وبين بيت شيخه محمد بن إبراهيم سوي ممر صغير جدًّا من جهة الغرب، مما مكنه من حضور الكثير من الجلسات والدروس.