لقد أكسبته مهنة القضاء صفة الصبر والصمت، فكان صبورًا على الآلام التي تلم به فلم يكن من طبعه الشكوى والتوجع، وصموتًا إلا عن تلاوة القرآن، وذكر الله، والقراءة في كتب أهل العلم.
وبابه مفتوح طيلة أيام الأسبوع للفتوى والكرم، وشفاعته المستمرة، وتعاملاته المالية مع كثير من معارفه بما يسمى بـ (القرض الحسن).
أما تواضعه وبعده عن الخيلاء والكبر فقد شهد بها الجيمع.
وفاته:
متع الله الشيخ علي بجميع حواسه (ما عدا البصر) حتى آخر عمره المديد الذي وصل إلى واحد وتسعين عامًا، ولم يكن يشكو من علة تؤذيه، أو تقعده، ما عدا مرض السكري الذي أتعبه في العشر سنوات الأخيرة من عمره، أما بقية أعضائه فقد حافظت على قواها حتى العشرين يوما الأخيرة حين داهمه المرض الذي مات فيه.
لم يكن الشيخ يشكو، أو يتألم، أو يتحدث إلى أحد بالأشياء التي يحس بها، وحين لاحظ أهل بيته عليه آثار الإرهاق ألحوا عليه بالذهاب إلى المستشفى، وبتاريخ ١٢/ ١١/ ١٤٢٣ هـ حمله أبناؤه إلى مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، فمكث في المستشفى وحالته تضعف، ووعيه نشيط، ولسانه ذاكر لله لا يفتر، إلى أن توفي قبيل آذان الظهر من يوم الأربعاء ٢٦/ ١١/ ١٤٢٣ هـ.
وقد امتلأ جامع حي الخليج في بريدة عند الصلاة عليه بساحته وسطوحه، ثم تدافع النّاس إلى المقبرة - والمساء تمطر مطرًا خفيفًا - فشهد جنازته خلق كثير لا يجتمع إلا في جنائز أمثاله من العلماء الزهاد الذين يلقي الله حبهم في قلوب النّاس.