بعض الجلساء يقول كثيرًا: من أول كذا، وهكالحين صار كذا وهكا الحين أنا نقلت كذا، ووالله إن فلان نشيط وقوي من أول وهالحين شف وش صار.
فقال عبد الله الدودل: يا جماعة، خلوا عنكم قولة من أول كذا، الدنيا تغير شوفوا هالباب وكان أمامهم باب متشعث من جذع نخلة، وكان الناس في القديم يجعلون أبواب الأحواش ونحوها من جذوع النخل يشقونها على هيئة ألواح غليظة.
فقال عبد الله الدويل: شوفوا - يا أخواني الدنيا - ها الجذع المتشعث الخربان كان نخلة قطارة تقطر دبس ما تخرف إلَّا قبل ما تحمى الشمس، لأن رطبها ينفضخ دبس بيد اللي يخرفها، والآن شوفوا وش صار، هذي هي الدنيا.
وفيما يتعلق بأحمد العبدان وهو الفنان المشهور بالكتابة على البيض وعبد الله بن علي الدودل هذا ما حدثني به أحمد العبدان قال: كنت أنا وخوي عبد الله العبدان وعبد الله الدودل ومحمد بن عبد الله النويصر الذي صار الآن رئيس الديوان الملكي، في الرياض في بيت واحد، وكنت صغيرًا، وذلك في عام ١٣٥٩ هـ وكان أخي عبد الله وعبد الله العلي الدودل ومحمد بن عبد الله النويصر ورجل يقال له العبدي من أهل حائل خبرة واحدة في ذلك البيت في الرياض وأنا أطبخ لهم، وكان عبد الله الدودل والعبدي يحضران اللحم يوميًّا فكنت وأنا شاب قدمت حديثًا من بريدة أشتاق للحم فأطبخ الغداء وآكل من أطايبه حتى لا يكاد يبقى منها شيء.
ومرة قال عبد الله الدودل وهم يسمعون: أنت تأكل لحم غدانا يا أحمد، فقلت له طيب أنا ما أطبخ لكم، أنت أطبخ قال: طيب.
قال: في ذلك اليوم طبخ الغداء وكنا نقلي اللحم مع البصل قبل طبخه ففعل ذلك كله ووضعه في القدر فوق الرز وخرجنا جميعًا لصلاة الظهر، وأخذ المفتاح معه.