منهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري، فقيه واعظ جاء إلى بريدة من الكويت بعد أن سكن والده بريدة عائدًا من الكويت محافظةً على تربية أولاده الصغار، فأعجبنا بحفظه للمتون الفقهية وبمعرفته بالفقه الحنبلي، وكان أخبرنا أنه يعمل في نظم كتاب (زاد المستقنع) في الفقه، ولكنه لم يتمه وكان قدومه فيما أظن عام ١٣٦٨ هـ.
ثم عاد للعمل في التجارة في الكويت.
وكان درس في صغره في الكويت على عدد من المشايخ هناك.
وقد ترك العمل بعد ذلك في الكويت عائدًا إلى بريدة فحصل خلاف بينه وبين والده حول المال، فوالده يقول: المال مالي وأنت تعمل فيه لي، والابن يقول: لي نصيبي من المال لأنني أنا باشرت الاتجار به، وقد طال الخلاف بينهما في هذا الأمر في بريدة.
انصرف الشيخ عبد الرحمن بن محمد الدوسري بعد رجوعه إلى بريدة للوعظ والإرشاد وإلقاء المحاضرات والتجول في بلدان المملكة، ولقاء المشايخ الكبار وزيارات كثيرة.
فكان يزور الشيخ عبد العزيز بن باز كثيرًا في المدينة المنورة بعد أن عين الشيخ عبد العزيز في الجامعة الإسلامية في المدينة.
وكان يأتي عندي ويلبي دعوتي له في بيتي في المدينة المنورة لما كان يجمع بيننا قديمًا من محبة لطلب العلم، إلا أنه صار كثير الكلام في السياسة على الذين كانوا يؤيدون رئيس مصر السابق جمال عبدالناصر.
وحدث أن طلب الشيخ الدوسري من الشيخ عبد العزيز بن باز أن يوظفه مدرسًا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فوافقه الشيخ عبد العزيز على ذلك، وكتب إليَّ بصفتي المسئول عن الأمور الإدارية في الجامعة بذلك، ولكن