كانت المشكلة أن الشيخ عبد الرحمن الدوسري لا يحمل أية شهادة تخوله التوظف في الجامعة التي لابد لمن يكون مدرسًا فيها من أن يحمل شهادة جامعية على الأقل في ذلك الوقت، وذلك وفقًا لنظام الجامعة وهي حكومية.
فكتبت للشيخ عبد العزيز كتابًا بذلك ردًّا على كتابه بتوظيفه أوضحت فيه الأمر فاقتنع الشيخ عبد العزيز بذلك وأخبره به، وصرف النظر عن طلبه.
ولكن الشيخ الدوسري ظن أن ذلك لكوني لا أريد وجوده في الجامعة، فشن غارة كلامية عليّ وصار ذلك ديدنه حتى إن الشيخ عبد العزيز بن صالح إمام المسجد المدني الشريف قال لي مرة: ما الذي بينك وبين الشيخ عبد الرحمن الدوسري؟
فقلت: لا شيء، إنه صديق قديم لي، فقال: لقد جاء إليَّ وسبك عندي سبًّا عنيفًا ذكر أنك قومي تحب عبد الناصر.
قال الشيخ ابن صالح، فقلت له: إنني أعرف محمد العبودي، ولا أسمح أن يسبه أحد عندي، وكنت نسيت أمر طلبة التوظيف في الجامعة.
ثم صار يبلغني عنه مثل ذلك أو أشد.
ومرة جاء لزيارة الشيخ عبد العزيز بن باز في الجامعة الإسلامية في المدينة، ومرَّ عليّ في مكتبي للسلام كما كان يفعل من قبل، فقلت له: يا شيخ عبد الرحمن، بلغني أنك تغتابني وتتكلم في عرضي، وتقول: إنني قومي أحب عبد الناصر وأنا أعلم في نفسي أنني أكره عبد الناصر منذ أن تسبب في نكبة العرب وضياع القدس في عام ١٩٦٧ م.
ثم ما هو دليلك على أنني قومي، وكان معنى كلمة قومي أنه ضد سياسة المملكة العربية السعودية التي هي ضد سياسة جمال عبد الناصر الذي صار يحارب في اليمن.