الوجه الأول: قوله فالأرض التي نراها ثابتة هي دابة متحركة أقول هذا القول باطل، قال في الصواعق الشديدة على أتباع الهيئة الجديدة إن أصله مأخوذ عن فيثاغورس اليونان وهو قول باطل معلوم البطلان عند من نور الله قلبه بنور العلم والإيمان والأدلة على بطلانه كثيرة جدًّا، ثم ساق الأدلة على جريان الشمس ثم قال: فصل في ذكر الأدلة على ثبات الأرض واستقرارها، فأما الأدلة من القرآن ففي عدة آيات:
وهذه الآية من أوضح الأدلة على ثبات الأرض واستقرارها، ولو كانت تجري وتدور على الشمس كما زعم أهل الهيئة لكانت تزول من مكان إلى مكان وهذا خلاف نص الآية الكريمة.
الآية الثانية قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} قال البغوي قال ابن مسعود رضي الله عنه قامتا على غير عمد بأمره، وقال ابن كثير على قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} كقوله تعالى {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} وقوله: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا}، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا اجتهد في اليمين قال: والذي تقوم السماء والأرض بأمره أي هي قائمة بأمره لها وتسخيره إياها.
وقال ابن منظور في لسان العرب ويجئ القيام بمعنى الوقوف والثبات يقال للماضي قف لي، أي تحبس في مكانك حتى آتيك، وكذلك قم لي بمعني قف لي، وعليه فسروا قوله سبحانه وإذا أظلم عليهم قاموا، قال أهل اللغة