أعمال تجارية أثناء العمل الحكومي وحتى الآن باستثناء التوجه نحو الزراعة، وكانت البداية من باب الهواية والاهتمام إلى أن تحولت فيما بعد إلى الاستثمار في هذا القطاع، وقد كانت بدايتي في الزراعة قبل ما يزيد عن الخمسة والعشرين عامًا فعلى الرغم من انشغالي بالوظيفة العامة وخدمة الوطن في منافذ الحدود إلا أن هاجس الزراعة لم يفارقني أبدًا وقد وفقني الله بإنشاء مزرعتي الأولى في تلك الفترة، وكنت حريصًا على أن تكون زراعتي للنخيل قائمة على التخطيط السليم، وغرس الأنواع الطيبة، فقمت بجلب نوع "الخلاص" و"الهشيشي" من الأحساء، و"الروثانة" من المدينة المنورة، وكنت من أوائل الذين جلبوا "البرحي" من العراق وأملك الآن مزرعتين تضمان أكثر من أربعة عشر ألف نخلة تتنوع ما بين "السكري" و"البرحي" و"الخلاص"، و"أم الخشب"، ويحظى السكري بالنسبة العليا في مزارعي، يحث يشكل نحو ٤٠% من إجمالي النخيل في حين تبلغ نسبة "البرحي" ما يقارب ٢٠%، أما "الخلاص" فهو أيضا يناهز ألـ ٢٠%، والبقية من الأنواع الأخرى.
إن على وزارة الزراعة ووزارة التخطيط والاقتصاد ودوائر البحث السعودية أن تعمل على تبني برامج مستقبلية للأمن الغذائي المحلي، فما زلت أتذكر حينما كنت طالبًا بكلية الشريعة بالرياض أن الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - حينما كان وليًا للعهد حضر مناسبة في الجامعة وسأله أحد الصحفيين لماذا تدفعون ٣٠٥ لكيلو القمح بينما يكلفكم شراؤه ١.٥ ريال؟ فأجاب الملك فهد قائلًا "تدفع لوطن ومواطن" وأشار بكف يده اليمني قائلا: ما الذي يمنع أمريكا من بيع الكيلو بـ ٥ ريالات؟ فالمعنى من كلمة الملك فهد - رحمه الله - واضح، فالمبلغ الذي تدفعه الدولة القمح المحلي يحقق فائدتين، إحداهما تأسيس بنية تحتية للإنتاج الزراعي، والأخرى خدمة المواطن المزارع.