أن خرجت في صباح أحد الأيام ولم يكن معي شيء أشتري به الخبز فذهبت إلى الكلية واقترضت من أحد زملائي واسمه عبد الله الحميدان عشرة ريالات واشتريت بها فطورًا وعدت إلى المنزل.
أيضًا من المواقف التي بقيت في ذاكرتي الارتفاع الحاد التي شهدته أسعار إيجارات المنازل في الطفرة الاقتصادية الأولى في المملكة، فقد كنت أسكن في منزل بإيجار سنوي قدره ٢٥٠٠ ريال، فرفع صاحب المنزل الإيجار إلى عشرين ألف ريال، ولم أكن أملك من المال ما يجعلني أتحمل هذا الرقم، فتناقشت في الموضوع مع مدير عام الجمارك آنذاك الأستاذ حمد بن إبراهيم الرشودي وأخبرته بالصعوبات التي أواجهها فعرض عليّ الانتقال إلى أحد المنافذ الجمركية التي يتوفر بها السكن المجاني وخيرَّني بين منفذ حالة عمار ومنفذ الخفجي فاخترت جمرك الخفجي وانتقلت برغبتي إلى هناك مديرًا لهذا المنفذ.
ومن الأحداث التي تحتفظ بها الذاكرة أثناء عملي في الجمارك، الأزمة التي شهدها منفذ جمرك سلوى الواقع على الحدود مع دولة قطر، فقد ازدحم بالسيارات حتى وصل "سرا" السيارات إلى الجهة المقابلة، فتم انتدابي من عملي في الرقعي لجمرك سلوى وحينما باشرت العمل وبفضل الله ثم بفضل تعاون الزملاء في المنفذ انتهت الأزمة خلال ثلاثة أيام وأصبحنا نترقب قدوم سيارة من إحدى الجهتين، وقد حصلنا على شكر وتقدير سمو أمير المنطقة الشرقية والجهات الحكومية المعنية.
جمعتم بين الوظيفة الحكومية، وقطاع الأعمال والاستثمار الزراعي وحققتم في كلا المجالين نجاحًا لافتًا .. كيف استطعتم التوفيق بينهما؟
ما إن التحقت بالوظيفة الحكومية إلا ووجدت نفسي منهمكًا بمتطلبات واحتياجات الوظيفة، وتضاءلت في نفسي الأعمال التجارية، لذلك لم أمارس أي