للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك مسجد في العكيرشة - شرق بريدة القديمة - بناه واشترى حوله أراضي واسعة لتكون مواقف سيارات للمصلين.

وكان يبني بيتًا لإمام المسجد وبيتًا للمؤذن فيه جزاه الله خيرًا.

وهو ذو سيرة عطرة من هذه الناحية.

وله مبادرات مشكورة منها أنه أول من استنبت الفقع في أرض زراعية له في البطين - كما بلغنا - وذلك بأن بذر أجزاء صغيرة من فقعة إبان نبات الفقع في الوسم وسقاه.

فذكر لي أنه نجح في هذا العمل، ولا أدري أاستمر عليه أم لا.

ووالده صالح بن راشد الحميد ترجم له الأستاذ زايد الطويان في كتابه (رجال في الذاكرة) وقد لخصت ما ذكره عن ذلك قوله:

من رجالات بريدة المعاصرين الوجيه صالح الراشد الحميد رحمه الله، ولد بها سنة ١٣١٢ هـ، ونشأ في كنف والده راشد إبراهيم الحميد، ولما اشتد عوده، قرَّرَ السفر مثل أترابه الذين يتباهون بتحمل المشاق، والاعتماد على النفس، ولذا جَرَّبَ رحمه الله الغوص في مطلع حياته، ثم قدم العراق وبلاد الشام، وجال فيها بعض الوقت، واشترى وباع، ولكنه قرر العودة مبكرًا إلى بريدة، وفتح فيها متجرًا خصصه، للشاي والقهوة والهيل والشماغ فقط، وكان تعامله مع الناس وشعورهم نحوه من أهم جوانب الإشراق في سيرته العطرة.

وخاله العالم الزاهد: عبد الله بن فدا - رحمه الله.

استمر صالح الراشد الحميد في متجره هذا سنين عديدة حتى توفاه الله سنة ١٣٩٠ هـ، عن عمر ناهز الثمانين عامًا - رحمه الله (١).


(١) رجال في الذاكرة، ج ٢، ص ١٥٦ - ١٥٧.