ومن أخبار عبد الرحمن الربدي أيضًا التي أوردها الأستاذ ناصر العمري:
محمد بن حسين كان يسكن بجهات الخرج ثم انتقل إلى المفيجر في الحريق وغرس نخلًا واستقر في الحريق في زمن إمارة محمد بن عبد الله بن رشيد أمير حائل، وقد مرت به قافلة لعبد الرحمن بن محمد الربدي من تجار بريدة تحمل قهوة قادمة من صنعاء وقد نزل رجال القافلة في ضيافة محمد بن حسين في الحريق وتفقد إبلهم فرآها متعبة من بعد المسافة بين صنعاء وبريدة، فأشار على رجال القافلة البقاء في ضيافته ثلاثة أيام من أجل راحة الإبل وإطعامها من علف مزرعته، وقال لهم: صاحب المال الربدي سمعته عندنا طيبة ونحب له ولماله الخير وقبلوا نصيحته وبقوا في ضيافته ثلاثة أيام يكرمهم ويطعم إبلهم ثم ساروا ووصلوا إلى بريدة وأخبروا عبد الرحمن بن محمد الربدي بما صنعه بهم وبإبلهم محمد بن حسين.
وبعد مدة من الزمن يركب محمد بن حسين لمحمد بن عبد الله بن رشيد ومعه رفيق له في حائل فأكرم وفادتهما وأعطاهما شيئًا من النقود، وفي الصحراء بعد خروجهما من حائل عدى عليهما لصوص وسلبوا ما معهما ووصل ابن حسين ورفيقه إلى بريدة، وفي المسجد لقيهما أحد الرجال المرافقين لقافلة الإبل التي مرت بابن حسين في الحريق، فعرف ابن حسين وسلم عليه واحتفى به، وذهب إلى منزله وأكرمه وقدم له ولرفيقه كسوة وخص محمد بن حسين بهدية سيف ثم ذهب بهما لعبد الرحمن بن محمد الربدي وعرَّفه بهما، وقال هذا ساكن الحريق محمد بن حسين الذي أكرمنا واعتنى بإبلك فرحب به الربدي وأكرمه وقال له هل من حاجة قال: نعم أريد شراء إبل، وليس معي نقود، فاشتري خمسين ناقة ودفع الربدي قيمتها سلفًا عليه ورجع بها إلى الحريق وقد بقيت قيمة الإبل في ذمة محمد بن حسين مدة، وقد أدى معظم