للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنهم محمد بن عبد العزيز الرِّبدي:

كان محمد بن عبد العزيز الربدي من تجار عقيل الذين كانوا يذهبون بالمواشي من القصيم إلى الأمصار في سوريا وفلسطين - قبل قيام دولة اليهود، ولم يكن لديه رأس مال كافٍ لشراء الإبل، فكان يعمل ما يعمله أكثر عقيل بأن يأخذ معه بضائع وهي التي تعرف في الفقه بالمضاربة، وهو أن يأخذ من جماعة الناس نقودًا فيقيدها عنده ويشتري بها جميعًا إبلًا ومواشي من نجد يبيعها في الشام وفلسطين ومصر، وربما اشتري من بوادي الشمال إبلًا وباعها أيضًا في مصر إذا كان السوق جيدًا.

فإذا ما عاد إلى بريدة وغالبًا ما يكون ذلك بعد مدة لا تقل عن سنتين وربما زادت كثيرًا عنها إلا إذا كان للعقيلي إخوان باقون في الشام، فإذا صفي ما معه حسب الربح وأخذ النسبة التي كان اتفق عليها مع أهل المال لنفسه وأعطاهم رأس المال، ونصيبهم مما كسبه من الربح.

وأذكر أن من الذين كان يأخذ منهم محمد بن عبد العزيز الربدي نقودًا لهذا الغرض حسن بن هويمل جد الدكتور حسن الهويمل رئيس النادي الأدبي في بريدة.

ولكن الحكومة السعودية وهي الملك عبد العزيز كلف وزيره المالي عبد الله بن سليمان الحمدان عندما احتاجت إلى من يمدها بما تحتاج إليه من الإبل.

فأعطى الوزير ابن سليمان لمحمد بن عبد العزيز الربدي نقودًا يشتري بها إبلًا للحكومة وله عليها أجر جيد، فاستفاد من ذلك كثيرًا وبخاصة أن تجارة الإبل في الأمصار قد توقفت منذ أن قامت دولة اليهود في فلسطين.

لذا بقي في بريدة وصار يقوي صلته بالجماعة وبأمير بريدة وقاضيها، وإذا حضر أجنبي مهم لبريدة بادر بدعوته واستضافته، لذا صارت له شخصية متميزة بخاصة أنه من هذه الأسرة التي يحترمها الناس ويحبونها وهي أسرة (الربدي).