وبعد أن توفي كبار جماعة بريدة الذين كان عليهم المعول وهم فهد بن علي الرشودي وأخوه إبراهيم، وعبد العزيز الحمود المشيقح وهم ثلاثة صار جماعة أهل بريدة ثلاثة هم عبد الله بن عبد العزيز المشيقح، وعلي بن فهد الرشودي ومحمد العبد العزيز الربدي.
وقد ذكر إبراهيم أبو طامي شيئًا من ذلك في كتابه، فقال:
محمد العبد العزيز الربدي - فإنه إبان الحرب العالمية الثانية عام ١٣٦٤ هـ - ١٩٤٤ م، أوكلت الحكومة السعودية إليه أن يشتري إبلًا كثيرة ويقوم على تربيتها في (الحمى) الذي تحدده الدولة في أماكن لرعاية مواشيها من الإبل والخيل والأغنام، وقد تكاثرت الإبل، وفي كل ستة أشهر تطلب إليه أن يبعث لها عددًا من الإبل والمواشي لتقديمها لضيوفها في الرياض - والقصيم - وحائل، ومضت خمس سنوات، وأراد عبد الله بن سليمان وزير المالية أن يختبر أمانته، فقدم إليه كشفًا بما وصل إلى الدولة من الإبل، وأن إبلها في عام ١٣٦٤ هـ كانت ٢٠ ألفًا، وسحب منها ثمانية عشر ألفًا، وبقي منها ألفين، فرد عليه الربدي: الباقي خمسة آلاف، لأنها ولدت خلال السنوات ثلاثة آلاف رأس، قال له ابن سليمان: أنت يا محمد بطنك صغيرة، رد عليه: الله يغنينا بالحلال، وأجزل له العطاء بأمر من جلالة الملك عبد العزيز.
ولمحمد بن عبد العزيز الربدي مع عبد الله بن سليمان العيسى واقعة عندما كان ابن عيسى مديرًا لإدارة الزراعة في القصيم، وكان مرجعه وزير المالية عبد الله بن سليمان الحمدان.
وكانت الحكومة بناء على أمر الملك عبد العزيز قد أعطت الفلاحين في القصيم سلفة من النقود ليشتروا بها (مكائن) لفلاحاتهم فطلب الوزير ابن سليمان من ابن عيسى مثلما طلب من غيره أن يستعيد تلك السلف من فلاحي القصيم لكونها سلفًا عليهم من الحكومة.