توفي في ٢٦/ ٢/ ١٣٩٦ هـ في بريدة وكانت جنازته مشهودة رحمه الله.
ومنهم عبد العزيز بن صالح بن إبراهيم الربعي، وهذا الرجل ينبغي أن تفرد له ترجمة خاصة، فقد ولد في الشقة مقر أسرة (الربعي) الأصيل في عام ١٣٥٨ هـ وكانت ولادته في الشقة السفلى التي كانت تصغر فتسمى (السفيلي) والتحق بالمعهد العلمي في بريدة عندما كنت مديرًا له، فكان كثير الأسئلة التي يتبعها في بعض الأحيان عدم إطاعته لأوامر الموظفين حتى يفهمها.
كما كان قدم من قرية، ولذلك لم تكن لديه فكرة عن الانضباط المطلوب من طالب المعهد العلمي الذي من أهمه أن يطيع أوامر الإدارة وتوجيهات الأساتذة.
فكنت أحضره عندي في غرفة الإدارة كثيرًا وألومه وأحاول أن أجعله مثل غيره فيبدي استعداده لذلك، ولكن يغلبه طبعه فيعاود ما كان عليه، وقد شكاه بعض الأساتذة وطلب أحدهم فصله من المعهد بحجة عدم انصياعه الأوامر الأستاذ ولكنني امتنعت من ذلك، وقلت: نصبر عليه ونقومه.
وأذكر مرة أنني ضربته بيدي، وكنت قد اعتدت الضرب بيدي للمخالفين من الطلبة بغية تقويمهم، لم أكن استعمل العصا أو غيرها، بل لم يكن في المعهد كله أي عصا، وقد اعتقدت أن الرجل قد حقد عليَّ من كثرة لومي له وتقريعه.
وبعد أن نقلت للمدينة المنورة ومضت سنوات طويلة أتم فيها دراسته العالية وعمل في الوظائف الآتي ذكرها قابلته مصادفة في المسجد الحرام في مكة المكرمة، وكنت معتقدًا أنه سوف يحاول أن ينتقم مني، ولكنه جزاه الله خيرًا قبل رأسي عدة مرات، وتوجه إلى الكعبة بالدعاء لي رافعًا يديه وقال لي: أنت الذي ربيتني ما ربوني أهل بلدي، أنا لا أنسى فضلك، ولا تربيتك، والله ما عرفت فضلك عليَّ في ذلك حتى تخرجت من المعهد، ثم أقسم بالله وهو معروف بالصدق أنه يدعو لي مع والديه إذا دعا لهما!