ففوجئت بذلك، وقلت له: يا أخي، أنا كنت أخشى أنك غضبان مني لقاء تأديبي لك.
فأقسم بالله وقال: أنا الآن في المسجد الحرام أمام الكعبة المشرفة، أنني ليس في نفسي لك إلا الاحترام والدعاء بأن أتمكن من رد جميلك عليَّ.
قال: وكيف لا أفعل وأنت والدي الروحي الذي رباني كما لم يربني أحد غيره، ثم جعل يعرض عليَّ خدماته من آية نوع أراه، فشكرته ودعوت له بالتوفيق.
أما حياته العملية بعد أن تخرج من المعهد العلمي فقد كتب ابنه (محمد) وأظنه يحمل لقب (دكتور) ترجمة له ألخصها فيما يلي:
عمل في بداية حياته الوظيفية في إمارة منطقة الرياض لمدة اثني عشر عامًا ثم انتقل للعمل في منطقة القصيم محاميًا في وزارة الشئون البلدية والقروية ثم مديرًا لشؤون الموظفين فيها حتى تقاعد مبكرًا في عام ١٤٢ هـ، حيث عمل في مجال المحاماة والاستثمار في مجال العقارات حتى توفي رحمه الله في عام ١٤٢٠ هـ.
وقد اهتم بحال الأقارب بالقرب والصلات وزيارتهم ومتابعة أحوالهم ومساعدة من كانوا في حاجة إليها، كما كان رحمه الله يتتبع حال جيرانه في سرية تامة ويحاول ما استطاع توفير ما يحتاجونه دون علم أحد من أولاده، كما بنى أو شارك في بناء العديد من المساجد في بلدة الشقة وغيرها، كما كان يُسيِّر الشاحنات المحملة بالصدقات والمعونات سنويًا للقرى المُحتاجة وهي ملأى بما يحتاجون كما كان يوجه زكواته لهذا المجال.
وبالجملة فقد كان له اهتمام كبير بمجال الصدقة والإحسان حتى لقد حدَّث بعض أولاده بأنه كان يتتبع حتى أحوال المُحتاجين من العمالة المستقدمة للعمل