للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول ما ذكره عن أرض الفلاحة ربيشة المنسوبة للربيش صحيح لأنَّنا أدركنا الناس يسمونها حيالة ربيشه، والحيالة هي الأرض التي تكون بجانب النخل خالية من النخل ومن الأشجار الأخرى، وإنما تعد لزراعة الحقول والبرسيم.

والذي نعرفه أن أوائل الربيش أذنوا للناس أن يأخذوا منها الطين وما أسفل منه من التربة الصلبة، ولم يعترضوا على ذلك من أجل أن يكون موضع ذلك مسيلًا أي مكانًا لتجمع السيول في المنطقة، وقد حصل هذا بالفعل.

وسمعت وأنا صغير أن أحد أسرة الربيش أراد أن يستولي عليها لنفسه وأقاربه بحجة أنها في الأصل مملوكة للربيش، ولكن خاصمه أهل المنطقة فتبين أنها موقوفة وأن فلانًا من الربيش أوقفها كما ذكرناه، فبقيت على ما كانت عليه.

أما ما ذكره من أنهم جاءوا إلى بريدة في زمن حجيلان بن حمد فإن هذا غير صحيح بل إنهم جاءوا قبل ذلك، وإنما المتعلق بحجيلان بن حمد من أمرهم هو تملك هذه الأرض.

ومعلوم أن حكم حجيلان بن حمد امتد من عام ١١٩٤ هـ إلى عام ١٢٣٤ هـ.

والربيش آنذاك كانوا كثيرًا وبعضهم كان سكن في الهدية حتى إن أحد متأخريهم لحقه لقب (الهدية) لكونه من أهلها.

وأول من رأيت له ذكرًا من الربيش أهل الهدية كان حمد الربيش فقد نصت الوثيقة التي ذكرته على أنه راعي الهدية أي من أهل الهدية.

وذلك في وثيقة مداينة بينه وبين علي الناصر وهو علي بن ناصر السالم زعيم بريدة في وقته، وقد ذكره ابن بشر في تاريخه وذكر أنه قتل في وقعة اليتيمة عام ١٢٦٥ هـ.