للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان وما يزال يتعاهد جماعة المسجد من جميع النواحي، فيتخوَّلهم بالموعظة اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، ويزور المتخلفين عن الصلاة ويناصحهم ويقرأ على جماعته في كتب أهل العلم المشهورة بعد صلاة العصر وقبل صلاة العشاء، كالمعتاد في مساجد البلاد النجديَّة (١).

ومنهم الشيخ الشاب المجاهد إبراهيم بن سليمان الربيش كان من بين الشبان المتحمسين للدعوة الإسلامية وسافر من بريدة إلى أفغانستان لهذا الغرض، فقبض عليه الأمريكيون مع من قبضوا عليه من المتدينين المتحمسين ونقلوه مع من نقلوهم إلى قاعدة (قوانتانامو) في كوبا، فأرسل قصيدة من هناك إلى أخيه صالح ويذكر والدتهما.

وهي قصيدة قوية المعنى حسنة السبك تبين أن الرجل كان شاعرًا حقًّا وأنه ربما كانت له قصائد أخرى جيدة مثلها في المستوى الشعري الجيد، وسماها: (قصيدة أسير).

نظمها إبراهيم بن سليمان الربيش ١٦/ ٨ / ١٤٢٣ هـ - جوانتانامو، ردًّا على قصيدة وردت إليه من أخيه صالح يسأله عن حاله:

يُسائلني عن الحال الحبيبُ ... ويبدو من كتابته الشحوبُ

وقد جافى المبيت بلا أنيس ... وأخفت حلو بسمته الخطوبُ

يناديني فقدتك منذ حول ... وشمسك قد تغشاها الغروبُ

وقد كنت المجيب إلى ندائي ... وشخصك حاضر فلم المغيبُ؟

تذكر أمك الصما بقلبٍ ... به من شدة البلوي ثقوبُ

تُقضِّي ليلها من غير نومٍ ... ويغلبها على النوم النحيبُ

وترفع كفها: رباه، ابني ... بحفظك أنت لي نعم المجيبُ

ويمضي يومها عبثًا تنادي ... أريدك يا بني ألا تجيبُ؟


(١) مساجد بريدة، ص ٣٠٣ - ٣٠٤.