للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

المريدسية وقد أوذي في الله وصبر ثم أنه أسن ولزم بيته ويتردد إلى مجالس الذكر حتى توفي في هذه السنة عن عمر يناهز التاسعة والسبعين رحمه الله وعفا عنه (١). انتهى.

ومنهم عبد الله بن محمد الرسي من الأثرياء الوجهاء والأعيان من طلبة العلم.

سمعت شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد يثني على فهمه وعقله، وذكر أنه معجب به.

والحق كذلك فهو لبيب فطن، مثقف حقًّا في زمن ليس فيه مثقفون ومن مظاهر ثقافته أنني وجدت عنده مجموعة أعداد جريدة (أم القرى) القديمة فكنت استعير منه عددًا منها عددًا حيث أعيده إليه ثم أخذ عددًا آخر.

وكان أيضًا مطلعًا على التاريخ ولديه كتب عديدة.

وكان مترفعًا لا صبر له على مخالطة العوام وذوي المفهوم الناقصة، إلا فيما يتعلق بمعاملتهم مما تمس الحاجة إليه.

وكان إلى ذلك ثريًا يداين الناس، وبخاصة أهل الأسياح الذي كان لأكثرهم دين له في زروعهم، وأذكر أنني كنت مرة مخيمًا في إحدى رياض البطين شمال بريدة كما كانت عادتي في وقت الربيع فكنت أنصب خيمتين إحداهما للنساء والثانية للرجال.

ودعوت مرة خالي إبراهيم بن موسى العضيب، وعبد الله بن محمد الرسي إلى الخروج معي إلى البطين على سيارتي (الوانيت) التي كنت أسوقها بنفسي، فلما وصلنا كان الوقت مبكرًا، وكان اليوم خميسًا فطلب مني الرسي أن نذهب


(١) رجال من الميدان التربوي، ص ١٨٠ - ١٨١.