إلى الأسياح من أجل أن يرى زرع بعض الذين يداينهم، وذكر أنها قريب من البطين، وكنت لم أر الأسياح من قبل فأخذنا معنا غداءنا لحمًا وأرزًا وخضرات من أجل أن نطبخه ولا نكلفهم غداء.
فوصلنا الأسياح وغرزت السيارة وهي وانيت في شعيب هناك فصار خالي يطبخ غداءنا وأنا أحاول أن أخرجها إلى أن جاء بعض من يداينهم الرسي فأخرجوها ولم ننته. إلا مع صلاة العصر.
ولكن المشكل أن (البنزين) في السيارة صار قليلًا لأنني لم أقدر المسافة فقال أهل الأسياح للرسي لا يوجد البنزين إلا عند الأمير محمد بن فهيد الملقب الرعوجي وهو أمير الأسياح.
فقال الرسي: لكن إذا رآنا الأمير لم يطلقنا ولم يأذن لنا إلا بعد أن نتعشى عنده، ثم سأل عن زيد ابنه أي ابن أمير الأسياح، فلما جاء أخبره وأخبرته أنا وخالي بمثل ذلك وهو ألا يخبر والده لأن أهلنا في البطين وأنا لا أعرف الطريق إليهم في الليل، فقال: أبرك الساعات غير أننا لم نشعر إلا بوالده جاء فقد أخبره فقال: تفضلوا فاعتذرنا ولكنه لزم علينا وقال: فنجان قهوة.
وكنا صلينا معهم صلاة العصر فقهوانا وطلبنا الإذن وإذا عنده عدة رجال عرفنا منهم ابن غنيم الملقب الأسود وقد رمى السفرة وأحضر صبيانه صينية عليها نحو نصف ذبيحة وجريش كثير.
ولم يقل لنا تفضلوا فقال الرسي لنا يهمس: تفضلوا يريد أن نأكل قليلًا ونمشي.
فقال الأمير بن فهيد لا تفضلون هذي ما هي لكم ولا يمكن أننا نعشيكم مثلها ثم أمر أحد أبناءه ففتح باب مصاريع القهوة، وهو النافذة ذات البابين وإذا بالقصاب يسلخ ذبيحة، فقال: هذي عشاكم، واستسلمنا للأمر وصلينا المغرب معه فأكلنا العشاء وكنا احتجناه، وقد قال الأمير الرعوجي: مرحبًا، يا أبو