وأولى الوثائق التي رأيتها بخط عبد الله بن ناصر الرسيني من كتابته هذه المؤرخة في عام ١٢٤٨ هـ وتدل على أنه كان معروفًا مشهورًا جيد الكتابة، في ذلك التاريخ، إذ لا يمكن أن يكتفي الرجل إذا كان كاتب وثيقة باسمه مجردًا عليها إلَّا إذا كان معروفًا مشهورًا بضبطه وحفظه، وذلك لا يكون من الشاب في العادة.
والوثيقة هذه كتبها عبد الله بن ناصر الرسيني بخطه الحسن وإملائه الجيد، وإن لم يكن بدعًا من بين كتبة ذلك العصر حتى من المشايخ والقضاة الذين قد تكون في كتاباتهم هنات إملائية، وذلك أنهم لم يكونوا يتعلمون الإملاء تعلمًا وإنما هو ممارسة وتقليد.
وهي مدينة بين ناصر السليمان بن جربوع وبين علي الناصر بن سالم، وهو زعيم في بريدة في وقته الذي ذكره ابن بشر في تاريخه.
وتلك المداينة تتضمن مبالغ كبيرة مما رأوا أنه من الجدير بها أن يكتبها كاتب معتمد الخط والكتابة.
والدين هو ألف وثلاثمائة وست وثمانون وزنة تمر وقد كتبها كعادة الكتاب في تسجيل العدد الكبير بأن يذكروا بعد اسم الألف تزيد كذا تأكيدًا لها فكتبوها ثلاثة عشر مائة وزنة تمر تزيد ست وثمانين وزنة يحل أجل وفائها طلوع جماد الآخر من سنة ١٢٤٨ هـ شهد على ذلك وكتبه عبد الله الناصر الرسيني.
وينبغي أن يلاحظ أنه لم يذكر شهودًا معه على عادته.
وهذه الوثيقة أفادتنا بفائدة أخرى مهمة تتعلق بأسرة (الرسيني) وهي أنها ذكرت اسم عبد العزيز الرسيني وهو شخص آخر له مال أو فلاحة كبيرة مغلة أي أنها ذات غلة مهمة، إذ قال عبد الله الناصر الرسيني: