ونخيلًا مزدهرًا، وهو - أي الرشودي - لا يملك شيئًا، وحديث عهد بالمجئ إلى بريدة وليس له في بريدة ولا الصباخ الذي يعمل فيه أقارب، فقال له: يا عم، الله يهدينا وإياك: كيف تعرض عليَّ إنك تزوجني بنتك وأنا هكذا؟ وهل تسخر مني؟
فنفي ابن مجيدل ذلك، وقال: الأمر جد، وأنا أدور مصلحة بنتي، أدور الزوج الكفء لها، وأنت ذلك الرجل الكفء، فتزوجها الرشودي واسمها (سلمى المجيل).
ولما تزوجها قال ابن مجيدل: الآن لا تكون (وقَّافًا) على الفلاحة والذين يعملون فيها، وإنما تكون كالوكيل والمسئول عن سير العمل، ثم بعد ذلك غارس عبد الله الرشودي شخصًا من النصار من آل أبو عليان.
وذلك عام ١٢٣٨ هـ حيث عقد مع محمد بن عبد الله النصار بالاشتراك مع عبد الله بن حميد، عقد مغارسة، وهي أن يعطي صاحب الأرض أرضه لمن يغرسها نخلًا، ويسقي النخل حتى يدرك ويبدأ بالإثمار وغالبًا ما تكون المغارسة لمدة سبع سنين، حتى إذا انتهى أجلها اقتسما الأرض والنخل بينهما نصفين: نصف لصاحب الأرض، ونصف للذي غرس فيها النخل.
وعندما انتهت المدة المحددة وأرادوا القسمة أرادوا إحضار اثنين من أهل النظر يقسمون بينهما، كما هي العادة، ولكن الرشودي قال لابن نصار، لا حاجة لأهل النظر أنا أقسم الأرض والنخل وأخيِّرك.
وخيَّره بالفعل، فاختار قسمًا منها ثم بدأ له واخذ الآخر.
وكان هذا الملك وهو النخل أول ملك تملكه عبد الله بن علي الرشودي وبالتالي أسرة الرشودي في مدينة بريدة
وبعد ذلك صارت له أملاك وصار من الذين يعتمد عليهم في حلول المشكلات التي تقع نتيجة للإشتراك في أملاك أو نخيل، لأن الملك الذي يتنافس فيه الناس آنذاك هو النخيل.