والمغارسة المذكورة مكتوبة موثقة بخط الشيخ القاضي عبد الله بن صقيه الذي أرخها في ذي القعدة من عام ١٢٣٨ هـ ثم كتب لها ملحقًا في شهر ذي القعدة الحرام، بمعنى أنه أحد الأشهر الحرم عام ١٢٥١ هـ.
وقد أشهد على هذه الأخيرة عبد الله آل حمد أبا الخيل، وهو معروف لنا من الوثائق وعثمان بن ليلى ولم أر له ذكرًا إلَّا في وثيقة واحدة.
وتقول وثيقة المغارسة الأصلية: إن محمد بن عبد الله النصار قد غارس عبد الله الرشود وعبد الله الراشد بن حميد وهو من أسرة الحميد الشهيرة التي تفرعت منها أسرة المبارك والراشد، على أرضه المعروفة بالنقيعة من صباخ بريدة، والنقيعة وجمعها نقيعات هي مجموعة حوائط نخيل مزدهرة في الصباخ جنوب بريدة، وأدركت الناس يسمون النخل الواحد منها بالنقعة.
ثم ذكر أن المغارسة بالنصف أي يغرسها الرشودي وابن حميد، ثم إذا صار الغرس نخلًا يثمر صار لهم نصفه، ولابن نصار نصفه.
وقد اشترط المغارسان الرشودي وابن حميد على ابن نصار شرطًا طريفًا وهو مائتا فرخ، وخمسون حمل دمال، والفرخ لم يتغير مفهومه الآن وهو الفسيلة، أي النخلة الصغيرة التي تفصل من أمها وتغرس في الأرض، وذلك أن ابن نصار صاحب نخل لا يشتري فراخة النخل هذه، بل يأخذها من فلاحته.
أما (الدمال) وهو السماد اللازم للأرض، فإنه من الحيوان الموجود لديه في فلاحته من إبل وبقر وحمير وغنم.
ومدة المغارسة عشر سنوات يقتسم المتغارسان، وهما طرفا المغارسة الأرض بينهما بعدها حسب الشروط المذكورة.