وهذا الدين الكثير وهو ستة عشر مائة وزنة أي ألف وستمائة وزنة تمر، والوزنة هي كيلوقرام ونصف، فهذا التمر مقداره بالكيلو ٢٤ ألف كيلو.
والمستدين هو عثمان المبارك بن رميان، ولا حاجة إلى القول بأنه راعي اللسيب، أو من أهل اللسيب، لأنه ذكر في الورقة بأن بعض التمر يخص أصل (الحسيان) و (الحسيان) بكسر الحاء جمع حسي، وهو الماء القريب من وجه الأرض، وكان خب اللسيب يسمى (الحسيان) لا يعرف في أول أمره إلَّا بهذا الاسم.
وقد ذكر الأولون من الإخباريين أنه كان قرب الماء في اللسيب إلى درجة أن أحدهم أخذ عظم بعير ملقى على الأرض فحفر به حتى وصل الماء.
وقد فصلت الوثيقة ذلك التمر وما كان منه حالًّا، أي مستحق الوفاء في الحال، وما كان مؤجلًا.
وكذلك أقر عثمان المذكور بأنه لحق أيضًا عليه بالأصل المذكور، أي استدان على أصل ملك النخل وليس على عمارته التي هي فلاحته ٣١٥ وزنة تمر وأرهنه بذلك زرعه في (الحسيان) وهو (اللسيب)، والشاهد على ذلك محمد العجلان والكاتب هو الشيخ إبراهيم بن عجلان في آخر جمادى الأولى من سنة ١٢٧٢ هـ.
وفي آخر الورقة بيان الدين آخر أخذه عثمان من عبد الله الرشودي وبين عثمان أنه أخذهن للمغزى، وهو الذهاب للغزو، والغالب أن أهل البلد، إذا غزوا أو أرادوا أن يجهزوا غزوًا يصد هجوم مهاجمين للبلد أن أمير البلد يضع على أهل الأملاك مبلغًا يؤدونه ليؤمن منه النفقات اللازمة للغزو، وذلك بأخذ مبالغ نقدية من تجار المدن والقرى غير الفلاحين.
مع العلم بأن الحاكم للقصيم في تلك الفترة هو عبد العزيز آل محمد أبو عليان.