والوثيقة التالية مشابهة فهي بخط الشيخ إبراهيم بن عجلان أيضًا وتاريخها أيضًا مقارب للتي قبلها وهو جمادى الآخرة سنة ١٢٧٢ هـ، وقد كتبها الشيخ إبراهيم بن عجلان بطريقة مختلفة وهي قوله في أولها: شهد عندي محمد الفداغي وحسين العلي الجالس بأن عند عثمان بن رميان لعبد الله العلي (الرشودي) مائة وزنة تمر تزيد عشر وزان الخ.
ولم يقل كما كان غيره يقول حضر عندي عثمان الرميان وأقر، وفي آخرها بقول شهد بذلك، وتلك الطريقة التي يسير عليها الناس هي أكثر صوابًا مما استعمله الشيخ إبراهيم بن عجلان رحمه الله لأنها تتضمن إقرار المستدين وهذه إنما تتضمن شهادة الشاهدين دون ذكر إقراره.
وقوله: تزيد عشر وزان، هذه عبارة يأتون بها لتأكيد العدد وإلا لو قال مائة وعشر وزان لكفى وكان أخصر.
وقد ذكر الكاتب أن المبلغ المذكور ثمنه ريالان منهن (قرش) وهو ثلث ريال على إصلاح والباقي في ذمة عثمان للجهاد، والجهاد هو ضريبة يفرضها الحاكم على الأملاك ونحوها لتمويل الغزو أو نحوه وتقدم ذكر شيء من ذلك قريبًا.
وأيضًا لحق على عثمان، أي استدان عثمان من الرشودي ( ... ) ريال ثمن بكرتين، والبكرة هي الصغيرة السن من النوق وخمسمائة وزنة (تمر) عوض عشرة أريل، الجميع على يد وكيل عثمان: مطلق بن كبريت، ثم بينت الوثيقة أن مطلق أنفق المبلغ المذكور في صفاح وهي جلود الإبل المدبوغة تخرز منها الغروب - جمع غرب - وهو الدلو الكبير الذي يستخرج به الماء من البئر على السواني، وهي الإبل التي تجرها من البئر، وقال: و (سِرْح).
و(السَّرْح) بكسر السين: جمع سريح وهو سيور من جلد غير مدبوغ يربط على هيئة الرشاء بأسفل الغرب، يحتك بالدراجة وهي بكرة على الأرض تسير عليها تلك السيور المربوطة بالغرب.