وذكر راعي عنيزة المدعي أن حماره مفقود منذ شهرين فقال لهم العامل هذا حمار صالح الرشودي اللي ولدته الحمارة الفلانية فطلب الشيخ القاضي البينة منهم، فأحضروها للقاضي وهي شهود يشهدون بأن هذا هو حمار فلأن المفقود، فقال القاضي لعامل الرشودي: البينة معهم.
فأخذ العامل (وثارة) الحمار وعاد بها للرشودي وحدثه بالأمر طالبًا منه أن يشتكي على أمير بريدة أو يعمل شيئًا ولكن الرشودي قال: يا وليدي ما دام أخذوه شرعًا، أمر الشرع مطاع وتركهـ.
وبعد حوالي شهر ونصف قدم ابن للفلاح صاحب عنيزة الذي أخذ الحمار وقال لأهله: يا أبوي هذا ماهوب حمارنا هذا فيه شامة صغيرة وحمارنا ما فيه شيء، فأرسله أهل عنيزة للرشودي بالصباخ وأدخلوه إلى حائطه.
وكان عند صالح الرشودي هذا حمارة جيدة وعنده رجل يعمل لديه اسمه إبراهيم تركت اسم أسرته عمدًا، فأخذ الحمارة وذهب مع ابن حمد راع رواق إلى شعيب فوق العود من جنوب بريدة يحشون فجاءهم حنشل من البدو الحفاة فأخذوا الحمارة منهم وما معهم وحتى ملابسهم، والحنشل هم اللصوص المشاة.
فلما خبروا الرشودي قال: تجي إن شاء الله.
وكانت الحمارة (موطي) وهي التي قاربت الولادة فأحرزت أي ولدت عند اللصوص، وولدت جحشة ثم توسعوا لها بمعني عرضوها للفحل من الحمير في اليوم التاسع لأن الحمارة تطلب أي تكون طالبا بمعنى أنها تطلب الفحل بعد ولادتها بوقت قصير.
ثم لم تلبث شهورًا قبل أن تطلب ثانية قالوا وبعد حوالي السنة كانت معها الجحشة الأولى وجحش صغير ولدته، وكان اللصوص الذين أخذوها قربوا من القصيم قليلًا يقال على مسافة ثلاثة أيام فانطلقت منهم في إحدى الليالي ولم يشعر