وجدنا في مخلفات علي بن عبد الله الرشودي صكين متحدين في الشكل والظاهر مختلفين في الموضوع وهو البيع الذي تضمنه كل واحد منهما.
ومع أن البائع والمشتري كليهما من أهل بريدة، بل من أهل الصباخ بالذات فإن هذين الصكين قد صدرا في بغداد من دون شك حيث عرفنا أن (علي بن عبد الله الرشودي) وكذلك ابناه من بعده فهد وإبراهيم كانوا يسافرون إلى العراق يقيمون فيه فترة للبيع والشراء وأنهم كانوا يشتروا فيه عقارات وتملكوا أشياء.
ولكننا الآن بصدد هذين الصكين الغريبين في خطهما الجميل وفي كيفية نظمهما وكتابة شهادة الشهود وكثرتهم كثرة غير مألوفة بالنسبة إلى عادة أهل نجد الذين كانوا يكتفون في أكثر الأحيان بشهادة شاهد واحد مع الكاتب، وفي أحيان أخرى بشاهدين مع شهادة الكاتب.
والعجيب أنهما كتبا في يوم واحد هو العاشر من شهر ذي القعدة من عام ١٢٩٠ هجرية.
والأول منهما يتعلق بشراء نخل اشتراه علي بن عبد الله الرشودي من محمد بن فهد بن بطي، والنخل في صباخ بريدة نص على ذلك في الصك نصًّا صريحًا، وذكر في حدوده ما يوضح ذلك وهو أنه يحده من جهة القبلة ملك الحميدي والحد الثاني ملك منصور الفهد بن بطي من جنوب، والحد الثالث ملك إبراهيم الرسيني من شرق، والحد الرابع ملك سليمان بن فهد البطي من شمال.
وثمن المبيع سبعون ريالًا (فرانسه).
وأما الشهود فإنهم سبعة وكلهم على وجه التقريب من أهل القصيم المقيمين في بغداد أولهم معروف لنا معرفة تامة وهو الحاج دخيل بن جار الله، وهو والد العالم المعروف في بريدة الذي ولد في العراق ثم عاد إلى