لقد كان النّاس يعظمون (العم فهد الرشودي) تعظيم تقدير واحترام، وليس تعظيم خوف، لأنه أولًا عرف بالإنصاف والتدين، ولا يتصور أن يظلم أحدًا عامدًا، والثاني أنّه لم يكن له حزب مقرب منه، ويكون النّاس غيره مبعدين عنه، بل كان لكل النّاس حتى عندما افترق المشايخ وطلبة العلم في بريدة، ثم في القصيم إلى فريقين أحدهما فريق آل سليم، والثاني اتباع الشيخ ابن جاسر وعرف النّاس أن أسرة (الرشودي) مع الفريق الثاني لم يكن العم فهد متعصبا، أو منحازا إلى فريق دون فريق.
وينبغي أن ننوه هنا أن فريق الشيخ ابن جاسر هم الذين من أفكارهم أن الدولة التركية دولة مسلمة وأن ديارها وديار الأمصار الإسلامية ليست ديار مشركين، ولذلك لا بأس بالسفر إليها وكان أكثر عقيل، إنّ لم يكونوا كلهم معهم لأنهم الذين كانوا يذهبون إلى تلك الديار يتاجرون فيها، وقد يقيمون فيها أحيانا إقامة طويلة.
أما الفريق الذين هم آل سليم وأتباعهم فإنهم يرون أنّه لا يجوز السفر إلى بلاد المشركين ويعتبرون أن وجود القبور التي تعبد من دون الله وظهور أنواع من الشرك والبدع فيها تجعل تلك البلاد لا يجوز السفر إليها.
لذلك يهجرون من يسافر إليها هجرا شرعيا وهو أن لا يصاحبوهم، ولا يدعوهم إلى وليمة أو نحوها، إلا أن يتوبوا ويعلنوا براءتهم من الشرك والمشركين.
ولكن الدولة استقرت للحكومة السعودية التي يواليها آل سليم وأتباعهم، لذلك صار القضاة منهم وصارت ولاية الجهات الدينية وهي قليلة نادرة تتلخص في غير القضاء بالإمامة في المساجد، والخطابة في الجوامع، والولاية على الأوقاف الخاصة التي ليس لها نظار معروفون.
وقد سبق ذكر شيء من ذلك في ترجمة الشيخ ابن جاسر رحمه الله.