وذكر ترغيبًا لا يقوله الملوك الظلمة أو حتى الملوك العادلين المستفيدين وهو أن هذا الأمر فيه نفعة للطرفين، يعني لهم وللحكومة.
وحملهم على سرعة الإنجاز ولكن بصيغة كريمة وهو قوله:
"عاد إن شاء الله حال ورود خطنا تراودون في هذا الأمر" وتراودون: تتشاورون في الأمر وتبحثونه من جميع نواحيه.
ثم قال عبارة ألطف والين، بل هي أرحم بقوله:
"بقينا - سبحان الله - إن كان تشوفون انكم ما تمكنون على قضيان اللازم، فأنتم بينوا لنا ذلك، وعرفونا بخط - أي رسالة - حالًا عطوه ابن مبيريك وهو مبارك بن مبيريك أمير بريدة - وهو يسعي لنا ساعي.
فلم يجبرهم على تنفيذ أمره الذي فيه مصلحة للجميع، بل قال أخبروا أمير بريدة ابن مبيريك وهو يرسله مع ساعي، والساعي هو الذي يحمل رسالة مهمة ليس له مهمة إلَّا حملها ويوصلها بسرعة.
والرسالة التالية مختصرة من الملك عبد العزيز آل سعود إليهم يخبرهم فيها أنّه وصله منهم خمسمائة مطية والمطية هي البعير الذي يصلح للركوب وهذه الإبل هي التي سبق أن طلب منهم إرسالها إليه في الرسالة السابقة، ويذكر في هذه الرسالة أنّه ليس لديه دراهم في ذلك الوقت، ولكنه سيرسلها أو ما يقاربها إليهم، ويعني أن ذلك سيكون قريبًا.