للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم بين الذي لا يريد من الإبل بقوله:

الجمل والناقة والحاشي ما لنا فيهن نظر".

وذلك أن الجمل ليس سهل الإنقياد للمسافرين والحاشي هو الصغير من الإبل لا يتحمل نقل الحمل، والناقة التي هي مجرد أنثى من الإبل لم تعود على حمل الأثقال.

وعلل ذلك بقوله: هالدرب يعني الطريق إلى مكة المكرمة من الرياض على الإبل يحتاج إلى شيء من المطايا يصير له أولة وتالية.

والتالية: إنّه تستمر قوته وصلاحيته إلى حين العودة إلى الرياض بعد انقضاء الحج.

خطة التمويل:

ذكر الملك عبد العزيز بعد ذلك شيئًا من العذر للجماعة وهو أنّه يعرف أنهم ليس عندهم دراهم، مع أنّه يعرف أنهم عندهم دراهم، وأنهم أغنى أهل نجد في تلك الحقبة من التاريخ، ولكن يريد ألا يحرجهم - كما يقال -.

ولذلك لم يكف عند طلب المطلوب منهم بأن يشوفون لهم سنع: يأخذون بضائع من النّاس ويشترون المطلوب، والبضائع - جمع بضاعة - وقد شرحتها في أكثر من مناسبة في هذا الكتاب وهي أن يجمع التاجر أو الذي يريد أن يستثمر المال مالا من عدد من النّاس يستثمره بجزء من الربح والباقي لصاحب المال يرده إليه مع رأس ماله.

فالملك عبد العزيز يقول: جميع ما تشترون - يعني من الإبل فهو على نصيبنا سالمه وغادره علينا، فالغادر هنا هو الهالك، وذلك مثل أن يموت بعير أو أكثر بعد شرائه فالملك عبد العزيز يتحمل ثمن ذلك.