الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل إلى كافة أهل بريدة وفقنا الله وإياهم لما يحبه ويرضاه وجعلنا من حزبه ومن والاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد ذلك تفهمون ما مَنَّ الله علينا من النعم ودفع عنا من النقم الذي من أجلها وأعظمها نعمة الإسلام وغير ذلك من النعم التي لا تحصى وقد تعالى:"لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إنّ عذابي لشديد" ولكن العياذ بالله القلوب في صدد من ذلك وأغلب النّاس ما يرى هذه النعمة نعمة، إنما يرى النعمة نعمة الحيوان وهي العرض الخسيس من الدنيا، وقد قال تعالى:(إنّ من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فأحذروهم).
وأما النعمة الكبرى فلا طالعناها إلَّا بالعين لا بالقلب وقد قال تعالى:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) فصحَّ أن هذه هي النعمة الكبرى، فالعارف بها والعامل بها هو العاقل التاجر وهو من جملة الذين أنعم الله عليهم، والتارك لها والناقصة بعينه هو الضعيف المفلس الذي لا عقل له ولا حياة.
فالآن وفقنا الله وإياكم للخير تفهمون قول الله سبحانه:(وما خلقت الجنّ والإنس إلَّا ليعبدون) وقوله تعالى: (إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وأنتم تماديتم في هذه الغفلة وغرتكم الأماني حتى أوصلتكم إلَّا أحوال الأول: عدم الفرق في الدين وعدم معرفة الولاء والبراء، واحد يعرف ذلك ويترك العمل به لأجل