للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يخشى أن يصده عن طلب دنيا من كافر أو غيره ولا فهم المغرور أن ما به دين إلَّا بالولاء والبراء وأن هذا هو التوحيد وهو الحنيفية ملة إبراهيم.

وأما توحيد الربوبية فالبر والفاجر كلهم مقرون به، ولكن الفرق في توحيد الإلهية وهو الذي يفرق بين المسلم والكافر والثاني الشك في هذا الاعتقاد وأغلب الناس يرى أن من قال: (لا إله إلَّا الله) مسلم ولو فعل ما فعل من نواقض لا إله الله، وأما اعتقادنا فلا ندخل أحدًا في الإسلام إلّا من قال: لا إله إلَّا الله عارفًا لمعناها عاملًا بمقتضاها ويجب عليه الموالاة في ذلك والمعاداة فيه.

وأما من قال لا إله إلَّا الله ولا عرف لمعناها ولا عمل بمقتضاها ولا والي وعادي في ذلك فالذي ندين الله به أنّه من أولياء الشيطان لا من أولياء الرحمن، ونشهد الله على بغضه ومعاداته باطنا وظاهرًا.

والثالث الذي لا استقامة إلّا به وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى: (الذين إنّ مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) وكما قال صلى الله عليه وسلم: (لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهونَّ عن المنكر ولتأخذونَّ على يد السفيه ولتأطرنَّه على الحق أطرًا).

وتفهمون أن ما به دين إلَّا بالاستقامة على التوحيد والفرق فيه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنتم تمادي بكم التهاون والتغافل في ذلك، واصل التقصير كله منا ومن علماءنا فالآن الذي أوصيكم به ونفسي تقوى الله وتقديم أوامره واجتناب نواهيه خصوصًا العلماء وطلبة العلم والناس الذي لهم نفوذ كلمة أمر من أمير وكبار جماعة فيتوكلون على الله ويقومون بذلك، ولا يخافون في الله لومة لائم، الأول يفاتشون في أمر العقائد ويبينون أمرها للناس الجاهل يعلمونه، والمعاند يعظونه ويتناظرون معه فإما أن يرجع ويبين توبة أو يعاند فتقوم عليه الحجة.