ثم بعد ذلك التحرص عن أمر الصلوات يحظون عليها ويعلِّمون الناس واجباتها وأركانها وشروطها ومبطلاتها ثم بعد ذلك التحرص عن فعل الأمور المحرمة مثل نقص المكاييل والموازين وكذلك المعاملات المحرمة من الربا وغيره وأيضًا استعمال الأمور المحرمات كشرب المسكرات من التتن وغيره وعدم بيعه وجلبه على بلدان المسلمين وأيضًا عدم اجتماعات السفهاء في المجالس وأيضًا النظر في أمور النساء واختلاطهم مع الرجال وامتناع الرجال والنساء من دخول الأجنبي على الأجنبية واختلاطهم وإتيانهم لمواقع التهم، وغير ذلك من جميع الأمور المحرمة من الأقوال والأفعال فهذا أمر يتعين على كل أحد.
والناس على أقسام، أما عموم النّاس فيجتنبون ذلك كله ويسألون عن أمور دينهم باطنًا وظاهرًا، وأما القسم الثاني الذي عنده معرفة في دينه فيناصح إخوانه ويجتهد في تعليمهم برفق ولين كما أمرت الشريعة فمن علمه وأطاعه فله أجره ومن علمه وعصاه فينشر أمره حتى يعلم به العلماء الكبار الذين هم نوابنا، فإن علموا وقاموا بذلك فالحمد لله وهو الواجب عليهم، فإن تهاونوا وقصروا فيرفع أمره إلينا سواء من رأسه أو في كتاب لكن على التحقيق وبعد مناصحته ورفع الأمر إلى نوابنا من عالم وأمير.
فأما العلماء والنظراء فالأمر من ذمتنا في ذمتهم أن يقوموا في هالأمر باطنا وظاهرا وجميع ما يعلمون فيه خير أن يعلمونه لله من الأقوال والأفعال وجميع ما يعلمون به شر ويخالف أمر الشرع أن يزجروه عنه وينهون عنه ويقومون أمر الله بذلك ويحطون الراضي والعامل بالخير أخ لهم محبوب، وفاعل الشر والراضي به عدو لهم ومبعد، فما استطاعوا أن ينفذوه من أمر الله فينفذوه ولا لهم معارض ولا مخالف خصوصًا العلماء والنواب، وما عجزوا عنه ولا لهم استطاعة به فيرفعون أمره أمراءنا فإن أطاعوهم وامتثلوا الأمر، وقاموا بالواجب على الوجه المشروع كما أمروهم به العلماء فالحمد لله وهو الظن إن