وأخبرني من أثق به أن سبب شكوى إبراهيم الرشودي من الشيخ عمر بن سليم أن إحدى زوجات إبراهيم الرشودي الأربع طلبت من زوجة الشيخ عمر بن سليم أن تسأل لها الشيخ: أن يسمح بالاستماع إليها لأنها سوف تقول شيئا يعنيها ويعني زوجها إبراهيم الرشودي، وتطلب أن يتكلم الشيخ عمر مع إبراهيم الرشودي بشأنه.
وقد تكلم الشيخ بالفعل مع (إبراهيم الرشودي) الذي صعب عليه ما اعتبره تدخلًا من الشيخ في شأن عائلي داخليّ له.
وقد استمرت الجفوة بينهما وإن كانا يلتقيان ويتشاوران في نطاق تشاور كبار جماعة أهل بريدة وهم الثلاثة الذين ذكرتهم مع الشيخ القاضي عمر بن سليم رحمه الله.
فإبراهيم الرشودي يعرف قدر الشيخ عمر بن سليم سواء عند الناس أو عند الملك عبد العزيز، ويعرف صعوبة إيجاد خلف له إذا حدث له شيء.
حدثني يوسف بن إبراهيم الرشودي قال لما مرض الشيخ عمر بن سليم مرضه الذي توفي فيه كان والدي يزوره كل يوم أو كل يومين مثل غيره من كبار الجماعة، قال: وكنت أذهب معه لزيارة الشيخ فكان الحديث يقتصر بالسؤال عن صحة الشيخ والحديث معه قليلًا ثم الخروج.
قال: وقبيل وفاة الشيخ عمر بن سليم زاره والدي فرأى أن المرض قد تمكن منه، وأن شفاءه بعيد، بل عرف أن وفاته قد دنت.
قال: وعندما خرجنا من منزل الشيخ عمر، وكان السوق خاليًا انفجر والدي إبراهيم الرشودي بالبكاء فسألته عن سبب بكائه؟ فقال: يا وليدي الشيخ عمر رايح أي قارب أن يموت!
فقلت له: يا أبه أنت تسبه وتدعي عليه كيف الآن تبكي عليه؟