فقال: أنا يا وليدي ما أبكي عليه نفسه لأن الذي بيني وبينه يلقاه عند ربه ولكن أبكي على ديرتنا، منين نبي نلقي لها شيخ مثله! !
إن إبراهيم بن علي الرشودي طالب علم وهو من تلاميذ الشيخ إبراهيم بن جاسر، ولذلك عندما تعذر على الشيخ ابن جاسر أن يجلس لطلبة العلم في جامع بريدة قال إبراهيم الرشودي: إنني سوف أفتح لك قهوتي تجلس فيها للناس.
قال ذلك غير مبالٍ بالمعارضين للشيخ ابن جاسر من طلبة العلم الذين يتابعون المشايخ آل سليم ويناصرونهم، ولذلك لم يكن يصلي إبراهيم الرشودي خلف الشيخ محمد بن صالح المطوع الذي هو من تلامذة آل سليم ومسجده قريب من بيته، وإنما يتعداه إلى مسجد ناصر السيف فيصلي فيه.
وقيل لي إن السبب في هذا غير ذلك وهو أنه نقل له عن محمد المطوع أنه قال: إن آل بسام، أحرقوا كتبًا في التوحيد، فترك الصلاة خلفه، وكان يصلي معه قبل ذلك.
مع أن هذا لم يثبت عندنا نقله عن الشيخ محمد المطوع.
ولكنه كان بالفعل يصلي خلف الشيخ محمد بن صالح المطوع لأن مسجده أقرب المساجد إلى بيته، غير أنه توقف عن ذلك عندما نقل إليه عنه ما نقل، وصار يصلي الجماعة في مسجد ناصر السيف، مع أن إمام مسجد ناصر السيف هو من تلاميذ آل سليم أيضًا مما يدل على السبب فيما ذكرته من قبل.
وفيما يتعلق بإبراهيم بن علي الرشودي وطلبة العلم ومحبته للكتب أذكر أنه جلس مرة عند والدي في دكان والدي الواقع في أعلى سوق بريدة القديم في الجهة الجنوبية التي تسمى القشلة، وكنت في الدكان مع والدي وكان عمري آنذاك نحو ١٣ سنة، فقال إبراهيم الرشودي لوالدي: يسأله عني، كما كانت حال كثير من الناس في تلك العصور أن يسألوا من يهتمون بأمرهم عن أبنائهم