وهو أني عندما عينت مديرًا للمعهد العلمي في بريدة الذي افتتحته في عام ١٣٧٣ هـ في مبنى طيني مستأجر واقع في شمال بريدة، آلمني أن الطلاب الذين يسكنون في جنوب بريدة يشق عليهم الوصول إليه، وكذلك المدرسون والموظفون الذين يسكنون هناك، ويومذاك لم يكن الناس لديهم سيارات، بل كانوا يحضرون إلى المعهد سيرًا على الأقدام.
مع أن بيتي في شمال بريدة، ولكني لم أرض أن يبقى المعهد في الشمال وإنما أردت أن يكون في وسط بريدة واخترت له أرضًا حكومية واقعة إلى الشرق من المقبرة الشرقية التي كانت خارج مدينة بريدة آنذاك، فهذا جو خلوي صالح للدراسة وهو متوسط بين شمال بريدة، وجنوبها وحتى غربها أما شرقها فهو فيه ولكنه لم يكن فيه سكان، وكانت تلك الأرض الحكومية مخصصة - نظريًا - لتكون توسعة للذين يبيعون ويشترون بالإبل لأنها واقعة على الأرض الخلاء مباشرة.
لذلك طلبها جماعة أهل بريدة الأوائل الذين هم الرشود والمشيقح أن تبقى فراغًا لا يبني فيها شيء.
واستصدروا على ذلك أمرًا من أمير القصيم عبد الله بن فيصل بن فرحان، بإبقائها كذلك، ثم أكدوا ذلك بالحصول على أمر من الملك عبد العزيز آل سعود نفسه، ورأيت أنه لا يمكن أن تبقى تلك الأرض التي يمكن أن تكون ثمينة على حالها حكومية غير مستثمرة، فقلت: إن خير ما يكون عليها هو المعهد العلمي لأنه عام للجميع، وليس خاصًّا لأحد، وطلابه ومعلموه وموظفوه من عامة الناس.
فاستأذنت من أمير القصيم آنذاك الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد، وكان لي صديقًا وهو رجل متفهم لمثل هذه الأمور أن يأذن لنا ببناء المعهد العلمي عليها، فوافق.