وطلبت من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رئيس الكليات والمعاهد العلمية التي يتبعها معهدنا أن يُعتمد البناء المعهد مال كافٍ لبنائه عليها.
وعندما علم بذلك عبد العزيز بن فهد الرشودي، وكان لي صديقًا قبل ذلك لا يتصور أن يحدث بيني وبينه خلاف لاسيما أن كل واحد منا لا يطلب لنفسه شيئًا من الطمع والنفع المادي من هذا الأمر، فأسرع إليَّ ومعه الأمر الملكي يقول: هذه الأرض يا أخ محمد لا ينبغي أن يبني عليها، بل تبقى لمصالح البلد.
فقلت: إن المعهد من مصالح البلد، بل من أكبر مصالحه، فكان يعرض علي مرة بعد المرة الأمر الملكي بإبقائها كذلك، ويقول: الوالد والمشيقح الله يرحم الميت، ويعين الحي هم الذين طلبوها.
فقلت له: من جهة الأمر الملكي فأنا سأسعى إذا احتاج الأمر إلى إستصدار أمر ملكي آخر من الملك سعود لبناء المعهد على قسم منها.
وأما مصالح البلد فكما ذكرت.
وكان عبد العزيز الرشودي كريمًا حتى في خلافه، لم أسمع منه كلمة نابية، وإنما كان يطلعني على الأمر الصادر بشأنها، وهي التي سوف أعرض صورتها بعد هذا الكلام.
وفي النهاية تغلب رأيي وبنينا المعهد ثم بنت وزارة الصحة المستشفى المركزي الأول في بريدة على الجزء الشرقي منها، بجانبه من جهة الشمال المدرسة الثانوية الحكومية، وبنت إدارة التعليم في القصيم مقرًا لها في القسم الجنوبي منها الواقع إلى الجنوب من المعهد العلمي.
وما يزال الجميع في موضعه حتى الآن.
وهذه صورة الأمر الصادر بإبقاء الأرض المذكورة لصالح البلد.