يا ربِّ وفقه في سرٍ وفي علن ... واجعل بطانته الأخيار والامنا
سعادة المرء في تقوى الإله فيا ... فوز الذي وقته بالخير قد ختما
ثم الصلاة على المختار من مضرٍ ... نبي حقٍ عن الزلات قد عُصما
ترجم له الشيخ إبراهيم العبيد، فقال:
عبد العزيز الفهد الرشودي رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته، هو الهمام البطل السياسي العارف المحنك عبد العزيز بن فهد بن علي بن عبد الله الرشودي والده زعيم مدينة بريدة الشهم الكبير والبطل الشهير، وقد تقدم نسبتهم وقبيلتهم وكانت وفاته في ١٣/ ١ من هذه السنة على إثر ربو وضيق تنفس، ولد عام (١٣٢٠ هـ) في مدينة بريدة وأدخله والده عند كُتَّاب عبد الله بن إبراهيم بن معارك ولما حفظ القرآن الكريم، وأخذ مبادئ في الخط والحساب أخذ يضرب في الأرض لطلب الرزق مع عقيل الذي يذهبون إلى الشام والعراق ومصر للبيع والتجارة تحت أوامر والده التاجر الزعيم، وكان في جميع تقلباته محافظًا على الصلوات الخمس في أوقاتها، ويعمل بإرشادات والده وخدمته، وله أخوة من أشهرهم أخوه الأكبر سنًّا علي بن فهد وتقدمت ترجمته.
ويمتاز المترجم بالذكاء والصبر والبصيرة، وخلف أباه وأخاه في الزعامة، فكان ملجأ للمغلوبين يفزعون إليه ولاسيما أهل الدِّين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فإنه كان العضد الأشد لهم، وذلك لرجاحة عقله ويقدر العلماء ويحترمهم وسيماء سيما المشائخ والعلماء، وله وجاهة عند الملوك والأمراء وعلو مرتبة، وذلك لحسن تدابيره.
ومن خصاله أنه لا يأنف ولا يحقد، ومعه حسن خلق ويدرك بهذه الثلاثة الأشياء طلبه لأنه يدرك الإنسان بالرفق ما لا يدركه بالعنف، ولا يتقدمه أحد في الاحتفالات العامة.