للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حيث وجد الجنازة إلى قبره ويطعم الطعام على حبه مما وجده عند أهله فهو فلاح في سباخ بريدة ويكابد الفقر ويستدين لحبه للصدقة عن جهد مقل ويتابع مجالس الذكر فلا يفوته منها شيء (١).

ومن أسرة الرشودي: ناصر بن علي الفهد الرشودي كان من تجار عقيل، كان مرة خارجًا مع رفقاء له من عمَّان قاصدًا بريدة، ولما وصل عند مورد ماء يبعد ثلاثة أيام عن عمان كان الرشودي ورفقاؤه وصلوا إليه فجاء بعدهم بقليل أعراب، فأراد أحدهم أن يتقدم الرشودي ومن معه، وأخذ دلو الرشودي يريد أن يرميه فأخذه منه الرشودي بقوة، وقال: والله إن مديت يدك له ثانية إني لأقلعها، فغضب الأعرابي وقال للرشودي: يا العبد الحمر.

وكان الماء قليلًا فشربت إبل الرشودي وملأ قربه، وانتهى فاستقى الأعراب، وكانت الشمس قاربت الغروب فأخذوا يجمعون جلة ليطبخوا عشاءهم وقهوتهم، وذلك لقلة الحطب حول مورد الماء فأرسل إليهم ناصر الرشودي أحد رجاله، وقال لهم: لا تشبون ناركم حنا قهوتنا جاهزة، وعشانا يبي يجهز نتقهوى ونتعشا حنا وإياكم، فجاءوا كلهم إلَّا ذلك الرجل الذي قال له: يا ها العبد الحمر، فسألهم عنه، فقالوا: إنه قال: ماهوب جاي فأرسل الرشودي إليه، وقال: تراه إن كان ما جاء جينا حنا وقهوتنا وعشانا عنده.

فجاء وتعشى معهم.

ومنهم يوسف بن إبراهيم العلي الرشودي كان في أول عمره يعمل مع والده في التجارة يذهب إلى الشام والعراق، وكانت للرشود صلة بالعراق أكثر.

حدثني يوسف بن إبراهيم الرشودي نفسه قال: احتجنا مرة حاجة عاجلة تتمثل في الذهاب من العراق إلى بريدة فأرسلني والدي على ذلول وحدي ليس


(١) تذكرة أولي النهى والعرفان، ج ٦، ص ٣٣٠ - ٣٣١.