للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صار صاعين بريال بدلًا من ثلاث أصواع كما كان اشتراه ابن معارك من أبو رقيبة، ثم اعتذر ابن مرزوق عن دفع الثلثمائة ريال إلى ابن معارك، وبذلك ألغى شراء البيت.

وأما راشد فإنه وجد دراهم أخرى تكملة للألف ريال، ولم يطالب ابن معارك بالثلثمائة ريال الباقية لأنه صديقه وواثق منه، وإنما طلب منه أن ينقل قمحه من عنده ويتصرف فيه وبخاصة أنه قد ارتفع سعره.

قالوا: فقبض ابن معارك قيمة سبعمائة الريال التي سلمها لراشد الرقيبة وامتنع عن قبض الباقي من القمح، وهو تسعمائة صاع قائلا لراشد أبو رقيبة إنه لا يحل لي أخذها لأنني لم أقبضها ولذلك فهي لك ومبارك لك في الثلثمائة صاع التي زادت في السعر.

فامتنع راشد الرقيبة من إبقائها عنده قائلا: إنها لا تحل له، لأنه باعها على ابن معارك ووضعها في أكياسها له.

وكل واحد منهما يفعل ذلك تورعًا وخوفًا من الله تعالى من أن يأكل مالًا لا يحل له أكله.

ثم اتفقا على الذهاب للشيخ محمد بن عبد الله بن سليم قاضي بريدة في ذلك الوقت وعرض الأمر عليه، فلما رآهما عجب من كونهما يتخاصمان، وقال لهما: كل واحد منكم يخلص الناس إذا تخاصموا كيف تجون عندي؟

فأخبراه الخبر فقضى بينهما بالصلح بأن الثلمائة صاع التي وقع فيها الاختلاف تكون صدقة للفقراء والمحتاجين يوزع كل واحد منهما مائة صاع ومائة صاع يوزعها الشيخ ابن سليم نفسه على الفقراء وجرى تنفيذ ذلك.

وكان أحد شعراء بريدة حاضرًا فأنشد أبياتًا في هذه الواقعة قائلًا: