القمح عند تصفيته ويعترف لهم بالأرض فاتفقوا على ذلك وأنهوا النزاع.
وفي سنة الجوع - ١٣٢٧ هـ كان أحد سكان بريدة مضى عليه ثلاثة أيام بلا طعام فخرج إلى صديق له من أهل القصيعة يلتمس شيئًا فذكر له صديقه أنه منذ ثلاثة أيام لم يأكل شيئًا، ولكنه قال له: خلنا نروح بالليل لفرخ في ملك (الحنايا) نجمره ونأكل جمارته ففعلا.
ثم حضر صاحب القصيعة إلى بريدة ووجد عند إبراهيم الرسيني الملقب نكاس وكان صاحب دكان في قبة رشيد تمرًا للبيع وعنده مطبقة فيها سمن فسأله عن التمر فقال: أربع وزان بريال، والسمن بريال، فقال أعطني بريال تمر والسمن أخذته بريال، ودخل داخل دكانه وجعل يأكل التمر بالسمن حتى انتهى منه.
والرسيني يظن أنه سيعطيه ثمنه بعد ما ينتهي، ولم يدر أنه أكله كله.
ثم خرج الرجل وقال: ما معي شيء أعطيك لكن بعدين فأمسك به الرسيني وتجمهر الناس فقال الرسيني: يا الربع التمر الراشد الرقيبة حاطه عندي للبيع، فأتي راشد الرقيبة إليهم وعرف جوع الرجل، فقال للرسيني التمر اللي أكله سامحناه والسمن أحسب يا الرسيني ثمنه علي لأن السمن ليس لراشد.
ثم قال للرسيني: وعطه ها القطعة الكبيرة من التمر فدعا ومن حضر لراشد الرقيبة ورأى ذلك صاحبه الجائع فلحق به وأكل قسمًا من التمر الذي معه.
أقول: كون الناس يأكلون التمر ولو كان لغيرهم في سنة الجوع أمر ثابت حدثني به والدي رحمه الله، وأنه شاهد ذلك بنفسه في إحدى بلدان القصيم، قال: سافرت من بريدة وأنا شبعان و (جصتنا) - مخزن التمر في البيت - فيها تلثينها ومعي نقود فلما وصلنا إلى البلد أقبل الجائعون على التمر يأخذون منه، ويأكلون وأصحابه يضربونهم بالعصي، ولكنهم لا ينتهون من شدة الجوع.
حكى عن راشد الرقيبة أنه كان في سنة الجوع وهي سنة ١٣٢٧ هـ إذا