للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الفجر في المسجد الذي قرب داره وهو مسجد ناصر السيف، دخل إلى بيته وكان جَهز زبيل تمر فكان الناس الجوعى يأتون إليه فيعطي كل واحد ملء يده أو يديه، واستمر على ذلك مدة طويلة هي أيام الجوع.

قال الشيخ إبراهيم بن عبيد في سنة ١٣٣٥ هـ، وفيها وفاة راشد بن سليمان أبو رقيبه من أهالي بريدة في القصيم وهذه ترجمته:

هو راشد بن سليمان بن محمد بن سبيهين كان من آل شيحه آل سبيهين في القرائن في شقراء من وهبة تميم، ولد في سنة ١٢٦٥ هـ وكان من طلاب العلم أخذ عن الشيخ محمد بن عمر بن سليم، وأخذ عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وكان تاجرًا من تجار أهالي بريدة وله أيادي في الإحسان والبذل لاسيما في سنة المسغبة التي جرت عام ١٣٢٧ هـ وكان له خط جميل وكثيرًا ما يعتمد عليه في الوثائق والصكوك الشرعية.

ومن النوادر أن جمالًا من الذين يجلبون الحطب وقف بحمل البعير فاستامه راشد بن سليمان ثم إنه طلب الجمال الزيادة فلم يزد في القيمة عن سومه إلا قليل فترك صاحب الحطب هذه الزيادة وباع على أبي رقيبة عله أن يطعمه من طعام بيته فذهب به إلى بيته، وأمر أنجاله أن يلقوا الحطب عن ظهر البعير ثم ذهب به إلى موضع التمر، وكان مجبوًا في موضع لا ينقص عن خمسة آلاف وزنة فأجلسه وكشف له الغطاء، وأذن له في الأكل مهما استطاع، وكانت الأمة إذ ذاك في قلة من المأكولات لقلتها ولم يفتح الله تبارك وتعالى عليهم في كثرة الأرزاق فغاب عنه ثلاثين دقيقة ثم جاء إليه لعلمه أنه أخذ نصيبه في ذلك الوقت من الأكل فلما جاء إليه وجده لم يذق منها شيئًا فسأله وقد وجده جاعلًا يده على خده ويفكر لم لا تتناول شيئًا؟ فقال: يا عم إني شبعت قبل الأكل لما رأيت هذه الأنعام بارك الله لك فيها فأتى بزنبيل وملاه وناوله إياه الأولاده فانصرف من عنده شاكرًا.