للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أقول الصحيح أن وفاة راشد الرقيبة كانت في عام ١٣٣٧ هـ وليس في عام ١٣٣٥ هـ.

وقال الأستاذ إبراهيم الطامي:

الرجل يدعى راشد الرقيبة له قصص تدل على توفيقه، فهو محسن ومن إحسانه وتواضعه: بينما هو خارج مع صحب له من التجار إلى دعوة في بلدة (المريدسية) قابلتهم امرأة أثناء الطريق وكانت تقصد التاجر راشد فعرفته من بين التجار فأبدت أسفها وقالت لراشد إنها تقصده لشراء تمر لها ولأطفالها وليس معها نقد وتريد الشراء إلى أجل، فراشد مختص بتجارة الطعام بمعاملة كلها صدق وإحسان كإنظار المعسر والتيسير على الموسر، فطلب من إخوانه التجار السماح له ليعطيها طلبها، فقالوا: واعدها باكرًا، فرفض ورجع وأعطاها حاجتها وحمله معها بعدما أخرهم مدة ينتظرونه، وأفادهم بعدما عاتبوه أنها امرأة جائعة هي وأولادها وقد قصدتني فهل أخيب أملها؟ مع أنها قد لا تجد من يمهلها، فمع الإحسان والورع تواضع، ما أحلا التواضع في محله وغيره سيما من التجار لأن من تواضع لله رفعه.

ومن قصصه التي يجب أن تكون نصب عين كل تاجر محب لنفسه، ففي يوم من الأيام وبطريقه على باعة البر والحبوب وجد الحوانيت مغلقة سوى واحد فسأله أين أصحاب الدكاكين؟ فذكر له أنهم قنطوا وأن الفقراء يدورون يريدون شراء الحبوب بدون جدوى، فعجب وقال لو وجدت الحبوب كيف سعرها؟ فقال: كل صاع بريال، فقال: سوف أرسل لك كمية من الحبوب وبع صاعًا ونصف الصاع بريال فأرسل الحبوب وأصبب التجار برعب وفتحوا الدكاكين، وأمر راشد صاحبه بنقص السعر (١).


(١) نزهة النفس الأدبية لأبي طامي، الجزء الثاني.