ونستفيد - أيضًا - فوائد أخرى مثل معرفة جودة كتابة الكاتب أو ضعفها وأحيانًا نجد فيها توثيق القاضي المعاصر لها وتعليقاته.
وكل ذلك أمر مهم للتسجيل والتدوين لا يمكن أن ندعه ونتغاضى عنه، لكونه قد ذكر فيه شخص قد أحوجته الظروف إلى الاستدانة من شخص آخر.
وكثير من الوثائق مكتوبة بخط ردئ يصعب على القراء الجدد فهمه، لذلك أعدت كتابتها بحروف الطباعة.
وبعضها مكتوب بخط جيد واضح ولكن فيها مصطلحات ومسميات عفا عليها الزمن، فأوضحت ذلك بالتعليق وإيضاح المهم مما فيها كما ستراه بإذن الله.
على أن الوثائق تعتورها أمور، وإن كانت لا تمنع من الاستفادة منها، وهي:
الأول:
قلة الوثائق.
الثاني:
سوء حال بعضها لأن خزن الأوراق والوثائق أمر لم يكن بذي أهمية عند بعض الناس في بلادنا، ورأيناهم إذا خافوا التلف على الورقة المهمة أو الوثيقة وبخاصة ما يتعلق منها بشيء حي متكرر مثل وثائق الأوقاف والوصايا والهبات طلبوا من أحد الكتبة أن ينسخها فتفوت علينا بذلك فوائد عديدة منها معرفة حال الناسخ الأول من حيث الخط والتاريخ، ومنها أن بعضهم قد يتساهل في نقل بعض الكلمات فيحصل فيها غلط أو خلط.
الثالث:
يختص بالوثائق القديمة نسبيًا إذ يصدم قارئها بأن الأشخاص المذكورين في الوثيقة لا يعرفهم أحد من المعاصرين، ولا يمكن القول بأن أنسابهم وذرياتهم قد