وبعد أن خلص من الرقص أوى إلى الأرض فدثره عبد العزيز بالغطاء وقال أنا طلبك أن تخرجين ولا تضرينه بشيء فقالت ابشر.
ونام الرجل ثم بدا عبد العزيز يسوي القهوة والشاي، ويعد الطعام لخويه، ولما أخذ ما يقارب ساعتين أيقظه وإذا هو صحيح فسكب له من القهوة والشاي وقرب له الطعام، وقال له فهد يا عبد العزيز من متى ونحن بهذا المكان فأخبره قائلًا أنه أصابك مرض مفاجئ وخذك نسيان النوم والحمد لله الذي عافاك.
ثم استمر عبد العزيز ذهابًا وإيابًا إلى الغربة يطلب المعيشة وبعد زمن استقر في القصيم بقرية اللسيب حيث كانت نخيل والده بوسط اللسيب ويجوار المسجد الجامع والتي لا يرد عن دخولها أحد من المتوضئن للصلاة وغيرهم طوال الوقت، فرغب عبد العزيز بأن يستمر الوضع على ما كان عليه فسكن بيت المزرعة وأصبحت المزرعة بيده لا يرد عنها أحد وقد أمر أولاده بالاستمرار على ذلك من بعده.
وكان كريمًا حسن الخلق يحب الإصلاح بين الناس مما حدا بأمير بريدة آنذاك عبد الله بن فيصل الفرحان بأن يلزمه بإمارة قرية اللسيب بعد أن رأى أن يعفي لكن عبد العزيز حاول جاهدًا بأن تبقى الأمور على ما كانت عليه ببقي الأمير فتم ذلك شريطة أن يبقى عبد العزيز نظيرًا على البلدة.
وكان عبد العزيز يقرض الشعر العامي وقد توفي رحمه الله عام ١٣٩٤ هـ، ومن شعره بعد أن كبر سنه، وذهب ابنه عبد الرحمن إلى الرياض عام ١٣٨١ هـ هذه القصيدة:
قالها وهو يسكن بمزرعته بقرية اللسيب، وقد تذكر ابنه الملقب باسم (دحيم):
يا دحيم بارت بي مفاصل عظامي ... لي قمت ابمشي تقل أوطي على شوك