للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والإياب وبالأخص إلى الكويت والعراق، وكان في أحد الرحلات مع رفاقه بالكويت ومن ضمنهم واحد اسمه فهد من أهل الأسياح أصابه مرض مفاجئ أقعده في مسكنهم فجلس عبد العزيز عنده أكثر من خمسة أيام وبعد ذلك طلب عبد العزيز من رفاقهم أن يجلس كل يوم واحد عند خويهم حتى يتعافى فقالوا لا يحتاج لذلك فثقل على عبد العزيز أن يترك خويهم وحده على تلك الحال، وبين ما هو جالس تفرس بأن الذي في خويهم مس من الجن فندبه قائلًا يا الأجودية لعلك مسلمة فتبسم الرجل وقالت نعم أنا من صلب الجن ومسلمة ونحن قبائل مثل الإنس وليلة لابسته انا مصلية العصر بالعين بالأسياح وأنا من زمان عاشقته وتذكرته واتيت ولابسته فقال عبد العزيز ويش تبين به بهذه الغربة، وهو يبحث عن المعيشة وورائه عجائز وصغار ذكور واناثي يتطلعون لفوايده ليعتاشون منها، وانتي تكونين سبب بقطع الرزق ما بأجب منك وأنتي بالأخص مسلمة، فقالت يا عبد العزيز ما دام أنني شفت وسمعت ما دار بينك وبين خوياكم من طرف الجلوس عند فهد وضحيت بوقتك على شان خويك فأنا من باب أولى أن أتركه لكن لازم أغني لي صويت فقال لها اللي تشوفينه.

فانتهض الرجل ووقف يرقص مهلهلًا ثم غنى هذين البيتين على لسانها:

اخذت قلبي يا فهد من ضميري ... واودعتني لا اشرب الما ولا اعتاش

يا حلو زولك لي ركبت البعير ... قرم شجاع نافل كل من هاش

ثم أخذ يطق بالأصابع وغيَّر الرقصة والشيلة، قائلًا:

يا الله يا الله ياعدل الانظار ... تفرج لمن كنه العيدان يومي

تفرج لمن هو على الشدات صبار ... يوم انتزح عنه مجلى الهموم

أبو بريم لجا ونهوده صغار ... ناب الردايف عجزت عنه الهدوم

والعين طفطاف مقرن غب الأمطار ... في ماكر ما يزحزحته السموم