وفي هذه الوثيقة أمور صغيرة ينبغي توضيحها، أولها: أن خو الأثل يعني صفا من شجر الأثل، وهذا ليس مهما وإنما المهم قولها: إنه في نفود الشماس وإن ملك ابن رميان في الشماس فالمراد بذلك (خب الشماس) الممتد من الجنوب إلى الشمال آخره من الجنوب الحسيَّانية التي لا تبعد كثيرًا عن مسامتة، بريدة القديمة وأخره من جهة الشمال ما حاذى الصبيحية من جهة الشرق فهذا الخب ظل معمورًا مسكونًا لحقنا عليه وهو لم يتغير عما كان عليه في القديم، وأما الآن فإن أكثره صار منازل وحوانيت وشقه طريق واسع يسمى (طريق القناة) أو شارع القناة إضافة إلى قناة حفرت فيه لتصريف مياه السيول والمياه الزائدة.
و(خب الشماس) غير بلدة الشماس القديمة التي هجرها سكانها في عام ١١٩٦ هـ فتلك خربت وقد أدركنا خرائبها قائمة وآثارًا باقية ومن أهم ما بقي من بلدة الشماس القديمة مرقبها الشامخ في السماء الذي يعادل ارتفاعه ارتفاع عمارة من ستة طوابق وهو الذي ذكره شاعر أهل بلدة الشماس في بلدته:
لي ديرة عنها الموازين قبله ... شرقيها المرقب ومجرى الفواجر
يا ما دخلنا غبة الموت دونَهْ ... وياما ضربنا بالسيوف البواتر
والشاهدان على إقرارها هما عبد الله الضبيب الذي هو من أهل السيب الذين يرجعون مثل الرميان إلى الوداعين أهل الشماس، والثاني عبد الله بن محمد، ولم أعرفه، إلَّا أن يكون هو الصمعاني جد الصماعين فهذا محتمل.
أما الكاتب فإنه محمد بن صالح العويصي وهو كاتب معروف لنا من كثرة إطلاعنا على ما كتبه وسيأتي ذكره في حرف العين بإذن الله، والتاريخ ربيع الأول سنة ١٢٥٣ هـ.