للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصية أخرى لامرأة أخرى من (أبا الخيل) أهل خب ثنيان وهي سلمى بنت محمد بن جارالله بن ثنيان (أبا الخيل) وقد سقطت النون من اسم ثنيان سهوًا من الكاتب وقد دخلت الموصية مباشرة في صلب ما تريده في وصيتها من دون ذكر المقدمة الطويلة المعتادة فذكرت أنها أوصت بثلث مالها على أعمال البر والمراد بذلك بعد موتها كما يدل على ذلك لفظ الوصية التي تكون لما بعد الموت.

يقدم منه ثلاث حجج: الأولى لنفسها بخمسة عشر ريالًا وريال لنفسها ضحية تذبح بمنى، ولابد من تنبيه الذي لم يتعودوا على سماع مثل هذه الحجج - جمع حجة إلى بيت الله في مكة - أن نوضح أن المراد أن ثواب الحجة يكون لها، والحجة أن يعطي بعض أهل الثقة والأمانة مبلغًا من المال يحج به إلى مكة المكرمة ويكون الثواب لدافع المال.

واللافت للنظر أن الموصية ذكرت أجرة الحجة بأنها خمسة عشر ريالًا (فرانسه) وهذا رخص متناه، وأرخص منه ثمن الأضحية التي طلبت أن تذبح لها في منى وهو ريال واحد.

وهذا يدل على القوة الشرائية الكبيرة للريال، ولذلك وجدنا وسنجد في هذا الكتاب ذكرا لدين بريالات قليلة قد احتاط أهله في توثيقه بالإشهاد عليه وبيان الكاتب وموعد استحقاق دفعه للدائن.

قالت في الأضحية الثانية: إنها لجدتها سلمى آل محيسن، والثالث لجدتها مزنة العماري، ونفترض أن إحداهما جدة من جهة الأب والأخرى من جهة الأم.

أما العماري فإن الذين نعرفهم في بريدة هم (العْمَاري) بإسكان العين في أوله ثم ميم مفتوحة مخففة أي غير مشددة وآخره ياء نسبة.

ثم ذكرت شيئًا غريبًا هو أن حجج الجدات على عشرة أريل، خلاف حجتها هي التي بخمسة عشر ريالًا، ربما كان هذا التفاوت بحكم تفاوت القائم بالحجج