إدراكه وسلامة حواسه وعمره حسب التاريخ الميلادي (٩٣) سنة، وبالتاريخ الهجري الذي نعتمد على ذكره هنا (٩٦) سنة، وهو خليل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن هذا هو أول من جاء من الرواف إلى بريدة كما سبق، فليس بين خليل هذا وعبد الرحمن إلَّا ثلاثة أجداد مع أن عبد الرحمن كان قد جاء إلى بريدة في عام ١١٧٠ هـ كما تقدم.
ولدى خليل الرواف كتب موجهة إليه من الملك عبد العزيز آل سعود والملك سعود والملك فيصل.
وأخبرني خليل الرواف في عام ١٤٠٨ هـ أنه عاكف على كتابة ذكرياته وما جرى عليه في حياته التي امتدت ٩٦ سنة، ولكنه لم يفرغ من ذلك حتى الآن.
ثم أتم خليل بن إبراهيم الرواف تأليف كتابه المشار إليه بعنوان:"صفحات مطوية من تاريخنا العربي الحديث: مذكراتي خلال قرن من الأحداث".
ولم يشرع في تأليفه إلَّا بعد أن قارب المائة سنة وطبع عام ١٤١٥ هـ وعمره ٩٩ سنة ولا يزال صافي الذهن، سليم التفكير.
وبعد ذلك بأشهر كتب إهداء إليَّ على طرة نسخة منه وقد وصل عمره مائة سنة وبخط يده مما يدل على صحة حواسه التي أعرفه بها، وهذا نص الإهداء:
"إن الهدايا على مقدار مهديها، بالفخر والاعتزاز أهدي باكورة إنتاجي الأدبي، ومذكراتي خلال قرن من الأحداث لفضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي، راجيًا له حياة حافلة بالسعادة والإقبال، محوطة برغد العيش ونعومة البال".
إن هذا الإهداء العجيب يقول: إن شخصا عمره مائة سنة يهدي باكورة إنتاجه الأدبي، وكأنه يطمح إلى أن يستمر بالتأليف والإنتاج في المائة الثانية من عمره أمد الله في عمره، وزاده قوة في الجسم والفهم.